النشاطات المدرسية
ماهيتها وأهميتها ومجالاتها
حينما يدور الحديث عن النشاط المدرسي
يتبادر إلى الذهن بعض التساؤلات والتي منها:
-
هل تقدم مدارسنا نشاط فعال يتماشى مع سرعة عجلة التطور والتغيير التي نعيشها في
هذا العصر ؟
-
وهل مدارسنا تحقق بالفعل ما تعلنه وزارة التربية والتعليم وإدارة المدرسة حول
النشاط المدرسي والطموح الذي يسعى الجميع إلى تحقيقه ؟
ولعل الإجابة على هذه التساؤلات وغيرها ليست
بالأمر اليسير، فلكل بلد ولكل منطقة به، بل ولكل مدرسة خصوصيتها فيما يتعلق
بالنشاط, وذلك نظراً لكونه متعلق بالفهم والوعي بمعنى وأسس النشاط الفعّال وأثره
على حاضر ومستقبل اطفالنا وشبابنا.
ولا أحد ينكر أهمية النشاط لكونه يمثل أحد
المحاور الهامة لتحقيق أهداف العملية التربوية والتعليمية العامة، وذلك من خلال
تحقيق الأهداف المعرفية والوجدانية والمهارية وتنمية وتحقيق ميول ورغبات الطلاب
وإثرائهم بالقيم السامية والنبيلة وبالإتجاهات المرغوبة بما يتناسب مع استعداداتهم
وقدراتهم وميولهم خلال المراحل التعليمية المختلفة.
فالمؤسسات التربوية من خلال ما تقدمه من
خبرات وفعاليات يتوجب عليها الإهتمام الشامل بالتلاميذ في كل ما يحقق التفاعل بين
التعليم الناتج عن المنهج المدرسي وحياة المتعلمين، وهذا يتحقق من خلال الإهتمام
بالجوانب المعرفية والنفسية والاجتماعية والبدنية التي توفر خبرات تتناسب مع ما
يحتاجه المتعلمين في حياتهم اليومية. فالمنهج المدرسي بمفهومه الحديث يهتم بجميع
الأنشطة والخبرات التي تقدم للتلاميذ تحت إشراف تربوي سواء كانت داخل المدرسة أم
خارجها بما يحقق النمو الشامل للمتعلمين بما يتناسب مع مراحل النمو المختلفه، مع
مراعاة الميول والاهتمامات والفروق الفردية بين المتعلمين.
وفي مجتمعنا السعودي، نلاحظ أن حرص
المسئولين عن التربية والتعليم أدى إلى إدراج حصة خاصة بالنشاط المدرسي ضمن
البرنامج المدرسي اليومي، تأكيداً على أهمية هذا النشاط وقيمته التربوية الفاعلة
والمؤدية إلى تحقيق الأهداف التعليمية العامة (وإن لم يرقى مستوى ما يقدم للتلاميذ
خلالها إلى المستوى المطلوب). وذلك نتيجة طبيعية للتطور في النظريات التربوية التي
تجاوزت الاهتمام فقط بالمعارف والمعلومات داخل الفصول الدراسية إلى الشمولية
بالاهتمام بجميع جوانب شخصية الفرد، وذلك عن طريق الخبرات التربوية التي يتعامل
معها الطالب داخل المدرسة وتكون في الغالب من خلال النشاطات اللاصفية والتي تؤدي
إلى تكوين وتعزيز الاتجاهات والسلوكيات الإيجابية.
تعريف
النشاط المدرسي:
تعرف دائرة المعارف الأمريكية النشاط
المدرسي بأنه " تلك البرامج التي تنفذ بإشراف المدرسة وتوجيهها، والتي تتناول
كل ما يتصل بالحياة المدرسية وأنشطتها المختلفة ذات الإرتباط بالمواد الدراسية أو
الجوانب الاجتماعية والبيئية أو الأندية ذات الاهتمامات الخاصة بالنواحي العملية
أو العلمية أو الرياضية أو الموسيقية أو المسرحية أو المطبوعات المدرسية" ( Taylor,G.
Secondary Education. P. 682).
ويعرف محمود ( 1998م ) النشاط المدرسي على
أنه " خطه مدروسة ووسيلة إثراء المنهج وبرنامج تنظمه المؤسسة التعليمية
يتكامل مع البرنامج العام يختاره المتعلم ويمارسه برغبة وتلقائية بحيث يحقق أهداف
تعليمية وتربوية وثيقة الصلة بالمنهج المدرسي أوخارجه، داخل الفصل أو خارجه خلال
اليوم الدراسي أو خارج الدوام مما يؤدي إلى نمو المتعلم في جميع جوانب نموه
التربوي والاجتماعي والعقلي والانفعالي والجسمي واللغوي ... مما ينجم عنه شخصية
متوافقة قادرة على الإنتاج " ( ص 18) .
فيما عرف الدخيل (1423هـ) النشاط المدرسي
على أنه " عبارة عن مجموعة من الخبرات والممارسات التي يمارسها التلميذ
ويكتسبها، وهي عملية مصاحبة للدراسة ومكملة لها، ولها أهداف تربوية متميزة، ومن
الممكن أن تتم داخل الفصل أو خارجه" (ص 11).
ومن الممكن وصف النشاط المدرسي على أنه جزء
متكامل مع المنهج المدرسي يمارسه التلاميذ اختيارياً ( بدافع ذاتي ) لتناسبه مع
ميولهم وقدراتهم المختلفة ويشمل مجالات متعدده ليشبع حاجاتهم البدنية والعقلية والنفسية
والاجتماعية، ومن خلاله يتمكن التلاميذ من إكتساب العديد من الخبرات، كل حسب مرحلة
نموه.
نشأة
النشاط المدرسي:
إن جميع أوجه النشاطات الطلابية ليست
بالشيء الجديد، فهي قديمة قدم المدارس ذاتها، حيث نلاحظ من الناحية التاريخية أن
تلك الأنشطة كانت تمارس كجزء أساسي من المناهج التعليمية في المدارس الإغريقية
والرومانية. حيث إشتهرت المدارس الإغريقية/اليونانية بالألعاب الرياضية المختلفة
وكذلك بأنواع متعددة من الفنون كالموسيقى والخطابة والتمثيل...إلخ. كما أن العرب
قبل وبعد الإسلام إهتموا بالعديد من النشاطات والألعاب، حتى أن بعض المفكرين ( كالإمام الغزالي) أكدوا على أهمية
إعطاء النشء الفرصة لممارسة العديد من النشاطات بعد الإنتهاء من التعليم.
في عام 1774م أسس جان بيسداو مدرسة حب
الإنسانية في المانيا وخصص ثلاث ساعات يومياً للأنشطة التعليمية والترويحية
والبدنية، وساعتان للأعمال اليدوية.
وفي عام 1869م تم إنشاء أول مدرسة تجريبية
في مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي أسسها المفكر التربوي جون
ديوي على أساس التعليم بالأداء من خلال النشاط والفاعلية، وذلك بغرض إزالة الملل
الذي يصيب التلاميذ والناجم عن التركيز على الدراسة النظرية الجافة، بالإضافة إلى
أهمية النشاط البدني. وقد كان يطلق على هذا النشاط ( نشاط خارج المنهج )، ولكنه
وفي فترة وجيزة إتسعت مجالاته ليضم العديد من الأنشطة المختلفة وأصبحت له العديد
من الأهداف الثقافية والاجتماعية والنفسية والروحية والبدنية ( الزيد، 1406هـ).
لقد مر النشاط المدرسي خلال تطوره بمراحل أربع
هي:
(1)
مرحلة التجاهل: كان التركيز على الجوانب العقلية من خلال المواد الدراسية
النظرية، وتم تجاهل النشاطات المدرسية إلا ما ندر.
(2)
مرحلة المعارضة: كان هناك معارضة شديدة للنشاط من قبل إداراة
المدرسة، للإعتقاد بأن تلك الأنشطة تهدد الجو الأكاديمي وهي عبارة عن وسائل لإبعاد
التلاميذ عن مهمتهم الأساسية والمتمثلة في التحصيل العلمي. ( تزامن ذلك مع زيادة
في عدد النشاطات وزيادة في الإقبال عليها من قبل التلاميذ ).
(3)
مرحلة التقبل: كان هناك تقبل محدود لتلك النشاطات مع إعتبارها مناشط خارج
المنهج ولكنها أعتبرت جزءاً من وظيفة المدرسة، وهذا ساعد على إيجاد مكانة لتلك
الأنشطة داخل المدرسة.
(4)
مرحلة الاهتمام: كان لتطور النظريات التربوية من مرحلة
الاهتمام بالمعلومات إلى مرحلة الاهتمام بالنمو الشامل للتلاميذ يمثل مرحلة
الإهتمام بالنشاط المدرسي. حيث أعتبر النشاط ذو قيمة تربوية وله تأثير على نمو
وتكوين شخصية التلميذ من خلال ما يقدمه من خبرات، وبناءاً على ذلك إزداد الاهتمام
بالتعليم عن طريق الممارسة وأدمجت العديد من تلك الأنشطة في المناهج الدراسية.
الجدير بالذكر أن تطور النشاط المدرسي في
ضوء المفهوم الشامل للمنهج لا يعد فكرة حديثه، فقد أشار محمود (1998م) إلى أن
النشاط المدرسي قديم قدم التعليم حتى في الفترة التي لم يراعي المنهج فيها ميول
التلاميذ ولا يعبأ بحاجاتهم ولا يلتفت إلى اهتماماتهم، فهو ليس نتاجاً لخبرة
المتعلم وإنما تنظيم قائم على تطور العلوم، وعليه نادت فئة من المربين التربويين
بمنهج النشاط مما أدى إلى صراع بين مؤيديه ومؤيدي منهج المادة الدراسية، واستمر
هذا النزاع حتى أصدر جون ديوي كتابه " الطفل والمنهج " والذي من خلاله
برهن على خطأ طرفي الصراع ( لأن أنصار
منهج المادة التقليدي أغفلوا حاجات الطفل الطبيعية وقدموا ما يرونه مناسباً من
وجهة نظرهم، في حين أسرف مؤيدو منهج النشاط في الاهتمام بالقدرات الذاتيه
التلقائية للطفل وأهملوا دور النمذجة السلوكية وما يمكن أن يستفيده الطفل من خبرات
ومشاركات الآخرين ).
والملاحظ
أن وجهتي النظر غير متعارضتين وإنما متكاملتين حيت تضعا في الإعتبار كلاً من الطفل
والخبرة، وعليه اتخذ منهج النشاط مجالين أحدهما قائم على ميول التلاميذ والآخر
قائم على المواقف الإجتماعية
1)
منهج النشاط القائم على ميول التلاميذ:
يركز على نشاط التلاميذ الذاتي ويصدر عن
حاجه يشعر بها المتعلم، ولكنه لا يهمل المواد الدراسية ولكن يؤكد على ان يكون
تعلمها مرتبطاً بألوان النشاط المختلفه والذي يحقق مبدأ الفروق الفردية بين
التلاميذ حيث يحصلها التلاميذ متى احتاجوا إليها.
خصائصه:
-
لا يوضع مسبقاً وإنما يستند على ميول التلاميذ وحاجاتهم التي تحدد محتوى المنهج.
-
المعلم والتلاميذ يقومون بتخطيط وتنفيذ وتقويم البرنامج وأوجه النشاط.
-
وظيفة المعلم تتمثل في التوجيه والإرشاد.
-
المواد الدراسية لا تعتمد على الحفظ والإستذكار وإنما عن طريق ارتباطها بألوان
النشاط.
-
إكتساب المعلومات يتم عن طريق الخبرة والنشاط.
-
تستبدل الدروس الإلقائية التقليدية بالرحلات وورش العمل والقراءة وإجراء
البحوث...الخ.
عيوبه:
-
المبالغة في تركيز العملية التعليمية حول التلميذ نفسه على حساب القيم الاجتماعية
والثقافية.
-
الاهتمام بحاجات التلاميذ على حساب حاجات الجماعة.
-
يعمل على تفريد العملية التربوية بدلا من كونها عامة وجماعية.
-
يحتاج إلى معلم متميز ومؤهل للتعامل مع مجالات النشاط وملماً بخصائص النمو
ومتطلباتها.
2)
منهج النشاط القائم على المواقف الإجتماعية:
ظهر كردة فعل للمنهج المتمركز حول
التلاميذ، وذلك إنطلاقاً من فكرة أن المدرسة مؤسسة اجتماعية أنشأها المجتمع لصالح
المجتمع الذي يحدد بدوره مستقبله من خلال ما تقدمه المدرسة لتلاميذها من خبرات
تمكنهم من القيام بمسؤلياتهم للنهوض بالمجتمع، وهذا يتطلب أن يكون المنهج المدرسي
ذو صبغة اجتماعية. وفيه يقوم المعلم بإعداد أوجه النشاط المختلفة التي تتصل
بالموضوعات المطلوبة وإثارة ميول واهتمامات التلاميذ لدراسة الموضوع ويتم توزيع
النشاطات على التلاميذ والتي تؤدي إلى جمع المعلومات المساعدة على توضيح وتفسير
الموضوع ليتم استيعابه.
مميزاته:
- يحقق الوظيفة
الاجتماعية للتربية.
- المتعلم يصبح اكثر
إيجابية في عملية التعلم.
- يساعد على تكامل
الخبرات التعليمية من خلال تنظيمه للمعارف والمعلومات حول المواقف الاجتماعية.
- المواد الدراسية
وسيلة يلجأ إليها التلاميذ للحصول على المعلومات التي يحتاجون إليها أثناء
دراستهم.
- يقوم على مواقف
اجتماعية تمد التلاميذ بخبرات تعليمية تتصل بحياتهم ومجتمعهم الذي يعيشون فيه.
ماهية
النشاط
:
تعددت الأنشطة المدرسية وتنوعت على الرغم
من أنها في مجملها تكسب المتعلمين العديد من المهارات ذات الإرتباط المباشر بأهداف
العملية التعليمية، فهناك ما يعرف بالنشاط المنهجي أو النشاط المصاحب للمنهج أو
المادة الدراسية، ويسميه البعض النشاط الصفي والذي يهدف إلى تعميق المفاهيم
والمبادىء العلمية التي يدرسها التلاميذ في المقررات الدراسية، وهناك النشاط الحر
أو الخارجي أو اللاصفي والذي يهدف إلى تهيئة مواقف تربوية معها ومن خلالها
التلاميذ يكونوا أكثر قدرة على مواجهة حياتهم اليوميه.
ولقد استخدم التربويون العديد من التعبيرات
لوصف النشاط الذي يقدم للطلاب، إلا أن كثير منها وخاصة ما يتعلق بالنشاط اللاصفي /
اللامنهجي تعتبر قاصرة أو مضللة على الرغم من صحتها لأنها تعني النشاط المدرسي.
فمن التعبيرات التي تطلق على هذا النشاط ما يلي:
"
النشاط الخارج عن المنهج " ، " النشاط المصاحب للمنهج " ، "
النشاط اللآمنهجي " ، " النشاط اللآصفي " ، " النشاط الزائد
عن المنهج " ، " النشاط الإضافي " ... الخ ( المنيف، 1416).
ويلاحظ على هذه التعبيرات أن مدلولاتها
تشير إلى أنه نشاط منفصل عن التعليم، أو كذا تبدو، على الرغم من أن جميع النشاطات
التي يمارسها الطلاب داخل أو خارج الفصل الدراسي وداخل المدرسة هي جزء متكامل مع
المنهج المدرسي ومندمج معه، وتعتبر إحدى الجوانب التربوية المتممه للعملية
التعليمية. فالمفهوم الحديث للتربية والتعليم يجب ان يضع النشاط اللآصفي مشتق من
النشاط الصفي (المنهجي) كمكمل له ويؤدي إلى تنميته وتغذيته بشكل مستمر. وقد أشار
محمود (1998م) إلى أن النشاط المدرسي شأنه شأن المواد الدراسية حيث يحقق أهدافاً تربوية
علاوة على أنه مجال للخبرات المنتقاه ولذلك يفوق أحياناً أثر التعليم في بيئة
الفصل أو قاعة الدراسة نظراً لما له من خصائص تؤدي إلى تحقيق الأهداف المرجوة بجهد
ووقت أقل.
فالأنشطة الطلابية يمكن إعتبارها مواد
مصاحبة للتعليم الصفي وتهدف إلى إشباع ميول الطلاب والإستجابة لهواياتهم وميولهم
وقدراتهم الخاصة واكتشاف استعداداتهم وتوجيهها، وهي عبارة عن خبرات في الحاضر تعد
الطلاب للمستقبل وتعتبر ضرورية لتكامل النمو الإنساني، وحتى لا يكون النمو معرفياً
فقط فمن خلال تلك الأنشطة يتمكن الطالب من تحقيق النمو البدني (الجسمي) والحركي
والانفعالي والوجداني والنفسي والاجتماعي كما يتمكن الطالب من خلال تلك الأنشطة من
التعبير عن ذاته وخبراته الشخصية من خلال الإبتكار والإبداع ( كالشعر
والأدب...إلخ).
ويمكن تعريف النشاط المدرسي على أنه جميع
الجهود العقلية والحركية والنفسية والاجتماعية التي يقوم بها التلاميذ بفاعلية وفق
قدراتهم وميولهم واستعداداتهم داخل الفصل وخارجه أثناء اليوم الدراسي، وذلك من
خلال برامج تنظمها المدرسة تحت إشراف المعلمين ( المتخصصين) وتعتبر متكاملة مع البرنامج
التعليمي، ويقبل عليها الطلاب تلقائياً وتحقق أهداف تربوية معينة تؤدي إلى نمو
التلاميذ وتنمية خبراتهم وقدراتهم وهواياتهم وتوجيهها نحو الاتجاهات التربوية
المرغوبة. ( في مجملها هي عبارة عن تربية ترويحية )
والنشاط يعني أن يكون الفرد فعالاً
وايجابياً، وهذه صفات السلوك الهادف الذي يبذل فيه الفرد جهد وطاقة وله أثر مرئي. إذاً
يتضح من ذلك أن النشاط يعبر عن القدرات والمواهب التي يتوفر قدر منها لدى جميع
البشر وإن اختلفت المقادير. وفي هذا أشار
ضاهر ( 2004م) إلى أن النشاط يتنازعه صفتين اساسيتين هما: صفة الإغتراب
وصفة اللآإغتراب، ففي النشاط المغترب لا يشعر الممارس بنفسه فاعلاً للنشاط ولا
بنتائجه لأنه غير مرغوب أو غير متلائم مع القدرات والاستعدادات، ولذا يكون الفرد
منفصل عن النشاط. أما في النشاط غير المغترب فالممارس يشعر بالفاعلية والانتاجية
وقوة العلاقة بالنشاط لأنه يعبر عن طاقات وقدرات الفرد الممارس، أي أنه نشاط مثمر
من الناحية النفسية لشخصية الفرد. وهذا يجسد ما نصت عليه نظرية الفيض أو الإنسياب
لشيكزنت ميهالي ( Csikszentmihalyi ) والتي ترتبط بشكل مباشر بالدوافع الداخلية وحالة الفرد النفسية
والذهنية أثناء الممارسة، كما هو موضح بالشكل التالي:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وبنظرة سريعة على واقع النشاط اللآصفي في بعض
المدارس، نلاحظ وجود منهج قائم على الفصل بين النشاط والمواد المقررة، حيث يتم وضع
النشاط في منزلة أقل من المقررات الدراسية، وعلى ذلك فقد تم تغييب النشاطات إلى
وقت غير معروف. فالمناهج الدراسية مثقلة بالمواد النظرية الكثيرة والمكثفة والتي
لا تترك وقت للمعلم الذي لا يشغله سوى هاجس إنهاء المنهج الرسمي المقرر، ولا
يستطيع العمل مع الطلاب لتطبيق ما تعلموه من معلومات ومعارف.
وفي بعض المدارس يأخذ النشاط شكلاً سطحياً
لا يعتني بالمضمون بقدر العناية بما يتم وضعه على الورق كأداة زينة مدرسية تلحق
بالمنهج العام، فما زالت مواد دراسية مقررة تعتمد على النشاط كالتربية البدنية
والتربية الفنية تعتبر مواد مكمله والكل يجتازها بكل يسر. فإذا كان هذا الحال
بالنسبة لتلك المواد الدراسية فحال النشاط ربما يكون اكثر سوءاً، على الرغم من
كونه جزء لا يتجزاء من المنهج الذي يشمل ما يجري داخل الصف وخارجه، فالمدرسة
الجيدة هي التي لها تأثيرات إيجابية على شخصية التلميذ وسلوكياته.
سمات
النشاط المدرسي:
تتسم النشاطات المدرسية بالصفات أو الميزات
التالية:
1)
يقبل عليها التلميذ ( الطالب ) برغبته.
2)
يزاولها بدافع ذاتي ( بشوق وميل تلقائي
).
3) تحقق
العديد من الأهداف التربويه سواء كانت تلك الأهداف مرتبطة بالمواد الدراسية
المقررة أو إكتساب المهارات والخبرات والإتجاهات العلمية والعملية.
4)
تنفذ تلك النشاطات داخل أو خارج الفصل
وأثناء اليوم الدراسي أو بعده.
5)
تحقق النمو في العديد من خبرات التلميذ
وهواياته وقدراته المتعلقة بالاتجاهات التربوية والاجتماعية المرغوبة.
ولكي تتضح سمات النشاط المدرسي نعرض الجدول
التالي للمقارنة في بعض العناصر بين النشاطات المدرسية والمقررات الدراسية:
مقارنة بين
النشاطات المدرسية والمقررات الدراسية
تطور
المفاهيم والنظرة للنشاط المدرسي:
1. لم
تعد النشاطات المدرسية مظهر وناحية شكلية، فليس بالضرورة أن تمارس في وقت محدد
وداخل الصف الدراسي، بل الطالب يكون فعال وله دور رئيس حيث تتاح له الفرصه من خلال
تلك الأنشطة لإبراز واخراج ابداعاته وابتكاراته وقدراته.
2. مفهوم
النشاط أصبح يركز على أن التعلم هو الأساس في العملية التعليمية، ولذا كان من
المهم إبراز أهمية وفاعلية النشاط في المواقف التعليمية المختلفة تحت اشراف هيئة
المدرسة التدريسية، سواءاً كانت داخل الفصل أو خارجه وداخل أو خارج المدرسة.
3. مسؤلية
ودور المعلم أثناء النشاط يتمثل في استثارة دافعية المتعلم ( التلميذ ) وتوجيهه
وارشاده في جميع الأنشطة المدرسية.
4. تفاعل
المتعلم مع النشاط يساهم في اكسابه العديد من الخبرات الجديدة النابعة من دوافعه
وحاجاته الشخصية ( الدوافع، الميول، الابتكار ) والمتلائمه مع الفروق الفردية بين
التلاميذ.
5.
يتنوع النشاط المدرسي ليتناسب مع مستوى
نمو التلاميذ في المراحل التعليمية المختلفة.
6. يتناول
النشاط ويعزز جميع جوانب النمو لدى المتعلم سواء الجوانب البدنية أو المهارية أو
الوجدانية أو الانفعالية أو العقلية ....الخ.
أهمية
النشاط المدرسي:
تنبثق أهمية النشاط المدرسي من قيمته
التربوية والتي تتضح من خلال ما يحققه من أهداف العملية التربوية. فهذه الأنشطة
لها تأثيرها المباشر على العديد من سمات الشخصية لدى الطلاب وذلك نظراً لاستجابة
تلك الأنشطة للعديد من ميولهم ورغباتهم وحاجاتهم وتأثيرها على اتجاهاتهم. كما ان أهمية تلك النشاطات تبدو واضحة من
خلال الإطلاع على نتائج العديد من الدراسات العلمية التي أجريت على جوانب متعددة
من النشاطات المدرسية، والتي أشارت نتائجها إلى المساهمات والآثار الإيجابية
للنشاطات على العملية التعليمية والتربوية بشكل عام وعلى سلوكيات التلاميذ بشكل
خاص، ومن تلك النماذج نذكر ما يلي:
·
للأنشطة المدرسية أثر ايجابي على احترام
الذات والرضا عن الحياة والعمل:
أشارت
نتائج الدراسة التي قام بها قولن ( Gullen,2000 ) الى أن الطلاب الذين يشاركون في الأنشطة المدرسية يزداد عندهم
احترامهم لذواتهم وثقتهم بأنفسهم. كما أن دراسة إلدن ورفاقه ( Elden, etal.1980 )، التي أجريت على 351 طالباً وطالبة في المرحلة الثانوية، توصلت
إلى أن الإشتراك في النشاطات المدرسية يعزز الاتجاه الإيجابي نحو قيمة العمل.
·
للأنشطة المدرسية أثر ايجابي على التحصيل
الدراسي:
أشارت
نتائج الدراسات التي اجراها كل من بوركمان ورفاقه ( Bureckman,
etal. 1997 ) وبراوس وودز ( Brighouse
and Woods, 2000 ) أشارت النتائج
الى تميز الطلاب المشاركين في الأنشطة المدرسية بالقدرة على تحقيق النجاح والإنجاز
الأكاديمي، بالإضافة الى إيجابيتهم مع زملائهم وأساتذتهم، وتمتعهم بروح القيادة
والتفاعل الاجتماعي السوي والمثابرة والجدية، كما أنهم يميلون الى الإبداع
والمشاركة الفعَّالة ولديهم الاستعداد لخوض تجارب جديدة بثقة.
وفي
دراسات إدوارد ( Edward, 1994
)، و سيلكر وكويرك (Silliker and Quirk, 1997) أشارت النتائج الى أن التلاميذ الذين يقضون أوقات فراغهم في
أنشطة حرة موجهه كانوا، مقارنة بالآخرين، متفوقين دراسياً وهم من الأوائل في
مدارسهم.
·
للأنشطة المدرسية أثر على المشاركة في
الأعمال التطوعية لدى الجمعيات الأهلية:
أشارت
نتائج دراسة أندروز ( Andrews, 2001
) الى أن المشاركة في الأنشطة المدرسية ساعدت الطلاب وبشكل فعَّال على المشاركة في
الجمعيات الأهلية والتعاون معهم في مجالات عديدة. كذلك اشارت نتائج دراسة هانكس
ورفاقه ( Hanks, etal 1978 )، والتي كانت عبارة عن دراسة طولية تتبعية لعدد 1887 من طلبة
الثانوية العامة والذين وصلوا الى سن الثلاثين (30) في عام 1970، الى أن المشاركة
في الأنشطة اللاصفية في المرحلة الثانوية لها تأثير مباشر على المشاركة في
الجمعيات الاهلية في الكبر بالإضافة الى التأثيرات الأخرى غير المباشرة كالتحصيل
الدراسي.
·
للأنشطة المدرسية أثر ايجابي على تحقيق
العديد من الفوائد التي اثبتتها الدراسات والبحوث العلمية في العالمين العربي
والغربي، ومن الأمثلة على تلك الفوائد إعادة تكيف التلاميذ المتسربين الذين تركوا
الدراسة، وكذلك المساعدة في علاج بعض جوانب القصور المتعلقة بأفراد الفئات الخاصة
( المعاقين ) من خلال الأنشطة التدريبية الموجهه، بالإضافة إلى أثر تلك الأنشطة في
تعديل الكثير من الجوانب السلوكية لدى التلاميذ. ولكن يجب ملاحظة أن تحقيق تلك
الفوائد يعتمد وبشكل كبير على نوعية الأنشطة المدرسية التي يتم تقديمها وعلى جودة
التخطيط لها وتنفيذها.
·
الأنشطة المدرسية تحقق الأهداف التربوية
داخل المدرسة ( كالشعور بالإنتماء للجماعة، اظهار روح التنافس المنظم والشريف بين
الجماعات، والإهتمام بتحقيق نتائج ايجابية، وتحقيق الإستقرار النفسي، و ....الخ )
والأهداف التربوية خارج المدرسة ( كالتطبيق الفعلي للمعلومات والخبرات المستفادة
من النشاط، والإستفادة من ايجابيات المشاركة في النشاطات المدرسية حسب نوعيتها
مثل: تطبيق روح المواطنه الصالحة وخدمة المجتمع والقدرة على الخطابة والمواجهة من
خلال النشاطات المسرحية والمعسكرات والرحلات ....الخ ).
·
للأنشطة المدرسية دور رئيس في حل مشكلات
التلاميذ النفسية والاجتماعية والتربوية: فمن خلال النشاط من الممكن تشخيص المشاكل
التي يعاني منها التلاميذ وبناءاً على ذلك يتم تحديد وسائل العلاج والتي من الممكن
أن تشمل بعض برامج النشاط المدرسي الموجه. فمثلاً هناك بعض التلاميذ ممن يعانون من
الخجل والانطواء والعزلة ...الخ، بينما هناك تلاميذ يعانون من طاقة زائدة تؤدي الى
كثرة الحركة، وغير ذلك الكثير من المشكلات. ولكن لكل حالة يجب اختيار النشاط
المدرسي الملائم الذي يساعد كل تلميذ على التخلص مما يعانيه ويلبي حاجاته النفسية
والاجتماعية والتربوية.
·
للأنشطة المدرسية دور رئيس في اكتشاف
مواهب وقدرات التلاميذ المتميزة وتنميتها: فالنشاط المدرسي يوفر المناخ المناسب
لإكتشاف المواهب والقدرات وتنميتها من خلال اتاحة الفرصة للبروز والابداع ومن ثم
الرعاية وتهيئة البيئة المناسبة لهؤلاء التلاميذ من خلال النشاط المدرسي الذي يلبي
احتياجاتهم وينمي قدراتهم ومواهبهم.
وأهمية النشاطات المدرسية تكمن في أنها تعتبر
وسيلة لتحقيق العديد من الفوائد، وذلك حسب نوع النشاط الممارس، حيث أن تلك الأنشطة
تؤدي إلى:
1)
توجيه ومساعدة الطلاب على إكتشاف قدراتهم
ومواهبهم وميولهم والعمل على تنميتها وصقلها.
2)
تعميق قيم ديننا الاسلامي الحنيف
وترجمتها سلوكياً.
3)
تنمية وتعزيز القيم الاجتماعية الهادفة
كالتعاون والتسامح وخدمة الآخرين والمنافسة الشريفه.
4)
بناء الشخصية المتكاملة مع تعزيز القيم
الاسلامية وتطبيقها والتحلي بآدابها.
5) المساعدة
على حسن استخدام أوقات الفراغ بما يعود على الممارسين بالفائدة، والقدرة على
التفريق بين أنواع النشاطات واختيار ما يعزز ويخصب حياتهم.
6)
تحقيق النمو البدني والعقلي من خلال
توسيع الخبرات في مجالات متعددة.
7)
إتاحة الفرص للموهوبين وتشجيعهم على
التفوق والابتكار.
إشباع حاجات التلاميذ النفسية
والاجتماعية.
9) مساعدة
التلاميذ على التخلص من بعض المشاكل النفسية والاجتماعية كالقلق والتوتر والانطواء
والضغوط النفسية والخجل والإكتئاب ... الخ.
10) الإسهام
في تنمية العديد من الصفات الشخصية والعادات السلوكية الحميدة كالثقة بالنفس، والإتزان
الإنفعالي، والتعاون، والتحدي، والمثابرة، والمنافسة الشريفة، وتحمل المسئولية،
وإنكار الذات.....إلخ.
11) تنمية
قدرة الطلاب على التفاعل مع المجتمع وتحقيق التكيف الاجتماعي.
12) تنمية
سمات القيادة والتبعية لدى الطلاب.
13) تهيئة
مواقف وإتاحة فرص تربوية للطلاب ليتفاعلون فيها ومعها لاكتساب خبرات مفيدة تتلائم
مع متطلبات النمو لكل مرحلة عمرية.
14) اتاحة
الفرص للقائمين على النشاط للتعرف على العديد من جوانب شخصيات التلاميذ.
15) امكانية
استخدام النشاط كوسيلة لتنفيذ المنهج المدرسي وكمصدر من مصادر الوسائل التعليمية.
16) تقدير
قيمة العمل اليدوي والاستمتاع به واحترام العمل والعاملين من خلال الممارسة الحسية
والحركية.
17) تثبيت
المادة العلمية من خلال التطبيقات واستخدام الحواس لإستيعابها.
18) الارتباط
بتاريخ الأمة الاسلامية والاقتداء بسيرة السلف الصالح.
19) تعزيز القدرة على إستيعاب وفهم المواد العلمية
من خلال التطبيق الميداني.
ومن الممكن أن نجمل أهمية النشاطات
المدرسية، إذا ما أحسن اختيارها وتنفيذها، في كونها تلبي رغبات المشاركين وتشبع
حاجاتهم الأساسية، كما هو موضح بالشكل التالي:
رغبات
ابن خلدون حاجات ماسـلو
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
رغبات مرتبطة بالترويح حاجات
واوقات
الفراغ تحقيق
الذات
الابتكار/استخدام القدرات
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرغبة في
التفوق
حاجات تقدير الذات
المكانة /الثقة بالنفس
الرغبة في الصحبة الحاجات
الاجتماعية
الانتماء
/ القبول الاجتماعي
الرغبة في
الامان الحاجات الأمنية
الاستقرار /
الأمان
الشهوات
البدنية الحاجات الفسيولوجية
الأكل / النوم / المأوى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
شكل رقم ( 3 ) : مقارنة بين
الحاجات الإنسانية لماسلو
والرغبات البشرية لعبد الرحمن بن
خلدون
ماهيتها وأهميتها ومجالاتها
حينما يدور الحديث عن النشاط المدرسي
يتبادر إلى الذهن بعض التساؤلات والتي منها:
-
هل تقدم مدارسنا نشاط فعال يتماشى مع سرعة عجلة التطور والتغيير التي نعيشها في
هذا العصر ؟
-
وهل مدارسنا تحقق بالفعل ما تعلنه وزارة التربية والتعليم وإدارة المدرسة حول
النشاط المدرسي والطموح الذي يسعى الجميع إلى تحقيقه ؟
ولعل الإجابة على هذه التساؤلات وغيرها ليست
بالأمر اليسير، فلكل بلد ولكل منطقة به، بل ولكل مدرسة خصوصيتها فيما يتعلق
بالنشاط, وذلك نظراً لكونه متعلق بالفهم والوعي بمعنى وأسس النشاط الفعّال وأثره
على حاضر ومستقبل اطفالنا وشبابنا.
ولا أحد ينكر أهمية النشاط لكونه يمثل أحد
المحاور الهامة لتحقيق أهداف العملية التربوية والتعليمية العامة، وذلك من خلال
تحقيق الأهداف المعرفية والوجدانية والمهارية وتنمية وتحقيق ميول ورغبات الطلاب
وإثرائهم بالقيم السامية والنبيلة وبالإتجاهات المرغوبة بما يتناسب مع استعداداتهم
وقدراتهم وميولهم خلال المراحل التعليمية المختلفة.
فالمؤسسات التربوية من خلال ما تقدمه من
خبرات وفعاليات يتوجب عليها الإهتمام الشامل بالتلاميذ في كل ما يحقق التفاعل بين
التعليم الناتج عن المنهج المدرسي وحياة المتعلمين، وهذا يتحقق من خلال الإهتمام
بالجوانب المعرفية والنفسية والاجتماعية والبدنية التي توفر خبرات تتناسب مع ما
يحتاجه المتعلمين في حياتهم اليومية. فالمنهج المدرسي بمفهومه الحديث يهتم بجميع
الأنشطة والخبرات التي تقدم للتلاميذ تحت إشراف تربوي سواء كانت داخل المدرسة أم
خارجها بما يحقق النمو الشامل للمتعلمين بما يتناسب مع مراحل النمو المختلفه، مع
مراعاة الميول والاهتمامات والفروق الفردية بين المتعلمين.
وفي مجتمعنا السعودي، نلاحظ أن حرص
المسئولين عن التربية والتعليم أدى إلى إدراج حصة خاصة بالنشاط المدرسي ضمن
البرنامج المدرسي اليومي، تأكيداً على أهمية هذا النشاط وقيمته التربوية الفاعلة
والمؤدية إلى تحقيق الأهداف التعليمية العامة (وإن لم يرقى مستوى ما يقدم للتلاميذ
خلالها إلى المستوى المطلوب). وذلك نتيجة طبيعية للتطور في النظريات التربوية التي
تجاوزت الاهتمام فقط بالمعارف والمعلومات داخل الفصول الدراسية إلى الشمولية
بالاهتمام بجميع جوانب شخصية الفرد، وذلك عن طريق الخبرات التربوية التي يتعامل
معها الطالب داخل المدرسة وتكون في الغالب من خلال النشاطات اللاصفية والتي تؤدي
إلى تكوين وتعزيز الاتجاهات والسلوكيات الإيجابية.
تعريف
النشاط المدرسي:
تعرف دائرة المعارف الأمريكية النشاط
المدرسي بأنه " تلك البرامج التي تنفذ بإشراف المدرسة وتوجيهها، والتي تتناول
كل ما يتصل بالحياة المدرسية وأنشطتها المختلفة ذات الإرتباط بالمواد الدراسية أو
الجوانب الاجتماعية والبيئية أو الأندية ذات الاهتمامات الخاصة بالنواحي العملية
أو العلمية أو الرياضية أو الموسيقية أو المسرحية أو المطبوعات المدرسية" ( Taylor,G.
Secondary Education. P. 682).
ويعرف محمود ( 1998م ) النشاط المدرسي على
أنه " خطه مدروسة ووسيلة إثراء المنهج وبرنامج تنظمه المؤسسة التعليمية
يتكامل مع البرنامج العام يختاره المتعلم ويمارسه برغبة وتلقائية بحيث يحقق أهداف
تعليمية وتربوية وثيقة الصلة بالمنهج المدرسي أوخارجه، داخل الفصل أو خارجه خلال
اليوم الدراسي أو خارج الدوام مما يؤدي إلى نمو المتعلم في جميع جوانب نموه
التربوي والاجتماعي والعقلي والانفعالي والجسمي واللغوي ... مما ينجم عنه شخصية
متوافقة قادرة على الإنتاج " ( ص 18) .
فيما عرف الدخيل (1423هـ) النشاط المدرسي
على أنه " عبارة عن مجموعة من الخبرات والممارسات التي يمارسها التلميذ
ويكتسبها، وهي عملية مصاحبة للدراسة ومكملة لها، ولها أهداف تربوية متميزة، ومن
الممكن أن تتم داخل الفصل أو خارجه" (ص 11).
ومن الممكن وصف النشاط المدرسي على أنه جزء
متكامل مع المنهج المدرسي يمارسه التلاميذ اختيارياً ( بدافع ذاتي ) لتناسبه مع
ميولهم وقدراتهم المختلفة ويشمل مجالات متعدده ليشبع حاجاتهم البدنية والعقلية والنفسية
والاجتماعية، ومن خلاله يتمكن التلاميذ من إكتساب العديد من الخبرات، كل حسب مرحلة
نموه.
نشأة
النشاط المدرسي:
إن جميع أوجه النشاطات الطلابية ليست
بالشيء الجديد، فهي قديمة قدم المدارس ذاتها، حيث نلاحظ من الناحية التاريخية أن
تلك الأنشطة كانت تمارس كجزء أساسي من المناهج التعليمية في المدارس الإغريقية
والرومانية. حيث إشتهرت المدارس الإغريقية/اليونانية بالألعاب الرياضية المختلفة
وكذلك بأنواع متعددة من الفنون كالموسيقى والخطابة والتمثيل...إلخ. كما أن العرب
قبل وبعد الإسلام إهتموا بالعديد من النشاطات والألعاب، حتى أن بعض المفكرين ( كالإمام الغزالي) أكدوا على أهمية
إعطاء النشء الفرصة لممارسة العديد من النشاطات بعد الإنتهاء من التعليم.
في عام 1774م أسس جان بيسداو مدرسة حب
الإنسانية في المانيا وخصص ثلاث ساعات يومياً للأنشطة التعليمية والترويحية
والبدنية، وساعتان للأعمال اليدوية.
وفي عام 1869م تم إنشاء أول مدرسة تجريبية
في مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي أسسها المفكر التربوي جون
ديوي على أساس التعليم بالأداء من خلال النشاط والفاعلية، وذلك بغرض إزالة الملل
الذي يصيب التلاميذ والناجم عن التركيز على الدراسة النظرية الجافة، بالإضافة إلى
أهمية النشاط البدني. وقد كان يطلق على هذا النشاط ( نشاط خارج المنهج )، ولكنه
وفي فترة وجيزة إتسعت مجالاته ليضم العديد من الأنشطة المختلفة وأصبحت له العديد
من الأهداف الثقافية والاجتماعية والنفسية والروحية والبدنية ( الزيد، 1406هـ).
لقد مر النشاط المدرسي خلال تطوره بمراحل أربع
هي:
(1)
مرحلة التجاهل: كان التركيز على الجوانب العقلية من خلال المواد الدراسية
النظرية، وتم تجاهل النشاطات المدرسية إلا ما ندر.
(2)
مرحلة المعارضة: كان هناك معارضة شديدة للنشاط من قبل إداراة
المدرسة، للإعتقاد بأن تلك الأنشطة تهدد الجو الأكاديمي وهي عبارة عن وسائل لإبعاد
التلاميذ عن مهمتهم الأساسية والمتمثلة في التحصيل العلمي. ( تزامن ذلك مع زيادة
في عدد النشاطات وزيادة في الإقبال عليها من قبل التلاميذ ).
(3)
مرحلة التقبل: كان هناك تقبل محدود لتلك النشاطات مع إعتبارها مناشط خارج
المنهج ولكنها أعتبرت جزءاً من وظيفة المدرسة، وهذا ساعد على إيجاد مكانة لتلك
الأنشطة داخل المدرسة.
(4)
مرحلة الاهتمام: كان لتطور النظريات التربوية من مرحلة
الاهتمام بالمعلومات إلى مرحلة الاهتمام بالنمو الشامل للتلاميذ يمثل مرحلة
الإهتمام بالنشاط المدرسي. حيث أعتبر النشاط ذو قيمة تربوية وله تأثير على نمو
وتكوين شخصية التلميذ من خلال ما يقدمه من خبرات، وبناءاً على ذلك إزداد الاهتمام
بالتعليم عن طريق الممارسة وأدمجت العديد من تلك الأنشطة في المناهج الدراسية.
الجدير بالذكر أن تطور النشاط المدرسي في
ضوء المفهوم الشامل للمنهج لا يعد فكرة حديثه، فقد أشار محمود (1998م) إلى أن
النشاط المدرسي قديم قدم التعليم حتى في الفترة التي لم يراعي المنهج فيها ميول
التلاميذ ولا يعبأ بحاجاتهم ولا يلتفت إلى اهتماماتهم، فهو ليس نتاجاً لخبرة
المتعلم وإنما تنظيم قائم على تطور العلوم، وعليه نادت فئة من المربين التربويين
بمنهج النشاط مما أدى إلى صراع بين مؤيديه ومؤيدي منهج المادة الدراسية، واستمر
هذا النزاع حتى أصدر جون ديوي كتابه " الطفل والمنهج " والذي من خلاله
برهن على خطأ طرفي الصراع ( لأن أنصار
منهج المادة التقليدي أغفلوا حاجات الطفل الطبيعية وقدموا ما يرونه مناسباً من
وجهة نظرهم، في حين أسرف مؤيدو منهج النشاط في الاهتمام بالقدرات الذاتيه
التلقائية للطفل وأهملوا دور النمذجة السلوكية وما يمكن أن يستفيده الطفل من خبرات
ومشاركات الآخرين ).
والملاحظ
أن وجهتي النظر غير متعارضتين وإنما متكاملتين حيت تضعا في الإعتبار كلاً من الطفل
والخبرة، وعليه اتخذ منهج النشاط مجالين أحدهما قائم على ميول التلاميذ والآخر
قائم على المواقف الإجتماعية
1)
منهج النشاط القائم على ميول التلاميذ:
يركز على نشاط التلاميذ الذاتي ويصدر عن
حاجه يشعر بها المتعلم، ولكنه لا يهمل المواد الدراسية ولكن يؤكد على ان يكون
تعلمها مرتبطاً بألوان النشاط المختلفه والذي يحقق مبدأ الفروق الفردية بين
التلاميذ حيث يحصلها التلاميذ متى احتاجوا إليها.
خصائصه:
-
لا يوضع مسبقاً وإنما يستند على ميول التلاميذ وحاجاتهم التي تحدد محتوى المنهج.
-
المعلم والتلاميذ يقومون بتخطيط وتنفيذ وتقويم البرنامج وأوجه النشاط.
-
وظيفة المعلم تتمثل في التوجيه والإرشاد.
-
المواد الدراسية لا تعتمد على الحفظ والإستذكار وإنما عن طريق ارتباطها بألوان
النشاط.
-
إكتساب المعلومات يتم عن طريق الخبرة والنشاط.
-
تستبدل الدروس الإلقائية التقليدية بالرحلات وورش العمل والقراءة وإجراء
البحوث...الخ.
عيوبه:
-
المبالغة في تركيز العملية التعليمية حول التلميذ نفسه على حساب القيم الاجتماعية
والثقافية.
-
الاهتمام بحاجات التلاميذ على حساب حاجات الجماعة.
-
يعمل على تفريد العملية التربوية بدلا من كونها عامة وجماعية.
-
يحتاج إلى معلم متميز ومؤهل للتعامل مع مجالات النشاط وملماً بخصائص النمو
ومتطلباتها.
2)
منهج النشاط القائم على المواقف الإجتماعية:
ظهر كردة فعل للمنهج المتمركز حول
التلاميذ، وذلك إنطلاقاً من فكرة أن المدرسة مؤسسة اجتماعية أنشأها المجتمع لصالح
المجتمع الذي يحدد بدوره مستقبله من خلال ما تقدمه المدرسة لتلاميذها من خبرات
تمكنهم من القيام بمسؤلياتهم للنهوض بالمجتمع، وهذا يتطلب أن يكون المنهج المدرسي
ذو صبغة اجتماعية. وفيه يقوم المعلم بإعداد أوجه النشاط المختلفة التي تتصل
بالموضوعات المطلوبة وإثارة ميول واهتمامات التلاميذ لدراسة الموضوع ويتم توزيع
النشاطات على التلاميذ والتي تؤدي إلى جمع المعلومات المساعدة على توضيح وتفسير
الموضوع ليتم استيعابه.
مميزاته:
- يحقق الوظيفة
الاجتماعية للتربية.
- المتعلم يصبح اكثر
إيجابية في عملية التعلم.
- يساعد على تكامل
الخبرات التعليمية من خلال تنظيمه للمعارف والمعلومات حول المواقف الاجتماعية.
- المواد الدراسية
وسيلة يلجأ إليها التلاميذ للحصول على المعلومات التي يحتاجون إليها أثناء
دراستهم.
- يقوم على مواقف
اجتماعية تمد التلاميذ بخبرات تعليمية تتصل بحياتهم ومجتمعهم الذي يعيشون فيه.
ماهية
النشاط
:
تعددت الأنشطة المدرسية وتنوعت على الرغم
من أنها في مجملها تكسب المتعلمين العديد من المهارات ذات الإرتباط المباشر بأهداف
العملية التعليمية، فهناك ما يعرف بالنشاط المنهجي أو النشاط المصاحب للمنهج أو
المادة الدراسية، ويسميه البعض النشاط الصفي والذي يهدف إلى تعميق المفاهيم
والمبادىء العلمية التي يدرسها التلاميذ في المقررات الدراسية، وهناك النشاط الحر
أو الخارجي أو اللاصفي والذي يهدف إلى تهيئة مواقف تربوية معها ومن خلالها
التلاميذ يكونوا أكثر قدرة على مواجهة حياتهم اليوميه.
ولقد استخدم التربويون العديد من التعبيرات
لوصف النشاط الذي يقدم للطلاب، إلا أن كثير منها وخاصة ما يتعلق بالنشاط اللاصفي /
اللامنهجي تعتبر قاصرة أو مضللة على الرغم من صحتها لأنها تعني النشاط المدرسي.
فمن التعبيرات التي تطلق على هذا النشاط ما يلي:
"
النشاط الخارج عن المنهج " ، " النشاط المصاحب للمنهج " ، "
النشاط اللآمنهجي " ، " النشاط اللآصفي " ، " النشاط الزائد
عن المنهج " ، " النشاط الإضافي " ... الخ ( المنيف، 1416).
ويلاحظ على هذه التعبيرات أن مدلولاتها
تشير إلى أنه نشاط منفصل عن التعليم، أو كذا تبدو، على الرغم من أن جميع النشاطات
التي يمارسها الطلاب داخل أو خارج الفصل الدراسي وداخل المدرسة هي جزء متكامل مع
المنهج المدرسي ومندمج معه، وتعتبر إحدى الجوانب التربوية المتممه للعملية
التعليمية. فالمفهوم الحديث للتربية والتعليم يجب ان يضع النشاط اللآصفي مشتق من
النشاط الصفي (المنهجي) كمكمل له ويؤدي إلى تنميته وتغذيته بشكل مستمر. وقد أشار
محمود (1998م) إلى أن النشاط المدرسي شأنه شأن المواد الدراسية حيث يحقق أهدافاً تربوية
علاوة على أنه مجال للخبرات المنتقاه ولذلك يفوق أحياناً أثر التعليم في بيئة
الفصل أو قاعة الدراسة نظراً لما له من خصائص تؤدي إلى تحقيق الأهداف المرجوة بجهد
ووقت أقل.
فالأنشطة الطلابية يمكن إعتبارها مواد
مصاحبة للتعليم الصفي وتهدف إلى إشباع ميول الطلاب والإستجابة لهواياتهم وميولهم
وقدراتهم الخاصة واكتشاف استعداداتهم وتوجيهها، وهي عبارة عن خبرات في الحاضر تعد
الطلاب للمستقبل وتعتبر ضرورية لتكامل النمو الإنساني، وحتى لا يكون النمو معرفياً
فقط فمن خلال تلك الأنشطة يتمكن الطالب من تحقيق النمو البدني (الجسمي) والحركي
والانفعالي والوجداني والنفسي والاجتماعي كما يتمكن الطالب من خلال تلك الأنشطة من
التعبير عن ذاته وخبراته الشخصية من خلال الإبتكار والإبداع ( كالشعر
والأدب...إلخ).
ويمكن تعريف النشاط المدرسي على أنه جميع
الجهود العقلية والحركية والنفسية والاجتماعية التي يقوم بها التلاميذ بفاعلية وفق
قدراتهم وميولهم واستعداداتهم داخل الفصل وخارجه أثناء اليوم الدراسي، وذلك من
خلال برامج تنظمها المدرسة تحت إشراف المعلمين ( المتخصصين) وتعتبر متكاملة مع البرنامج
التعليمي، ويقبل عليها الطلاب تلقائياً وتحقق أهداف تربوية معينة تؤدي إلى نمو
التلاميذ وتنمية خبراتهم وقدراتهم وهواياتهم وتوجيهها نحو الاتجاهات التربوية
المرغوبة. ( في مجملها هي عبارة عن تربية ترويحية )
والنشاط يعني أن يكون الفرد فعالاً
وايجابياً، وهذه صفات السلوك الهادف الذي يبذل فيه الفرد جهد وطاقة وله أثر مرئي. إذاً
يتضح من ذلك أن النشاط يعبر عن القدرات والمواهب التي يتوفر قدر منها لدى جميع
البشر وإن اختلفت المقادير. وفي هذا أشار
ضاهر ( 2004م) إلى أن النشاط يتنازعه صفتين اساسيتين هما: صفة الإغتراب
وصفة اللآإغتراب، ففي النشاط المغترب لا يشعر الممارس بنفسه فاعلاً للنشاط ولا
بنتائجه لأنه غير مرغوب أو غير متلائم مع القدرات والاستعدادات، ولذا يكون الفرد
منفصل عن النشاط. أما في النشاط غير المغترب فالممارس يشعر بالفاعلية والانتاجية
وقوة العلاقة بالنشاط لأنه يعبر عن طاقات وقدرات الفرد الممارس، أي أنه نشاط مثمر
من الناحية النفسية لشخصية الفرد. وهذا يجسد ما نصت عليه نظرية الفيض أو الإنسياب
لشيكزنت ميهالي ( Csikszentmihalyi ) والتي ترتبط بشكل مباشر بالدوافع الداخلية وحالة الفرد النفسية
والذهنية أثناء الممارسة، كما هو موضح بالشكل التالي:
<table cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%"><tr><td> فرص الأداء ( التحديات ) </td></tr></table> |
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
<table cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%"><tr><td> مقدرة الأداء ( المهارات ) </td></tr></table> |
وبنظرة سريعة على واقع النشاط اللآصفي في بعض
المدارس، نلاحظ وجود منهج قائم على الفصل بين النشاط والمواد المقررة، حيث يتم وضع
النشاط في منزلة أقل من المقررات الدراسية، وعلى ذلك فقد تم تغييب النشاطات إلى
وقت غير معروف. فالمناهج الدراسية مثقلة بالمواد النظرية الكثيرة والمكثفة والتي
لا تترك وقت للمعلم الذي لا يشغله سوى هاجس إنهاء المنهج الرسمي المقرر، ولا
يستطيع العمل مع الطلاب لتطبيق ما تعلموه من معلومات ومعارف.
وفي بعض المدارس يأخذ النشاط شكلاً سطحياً
لا يعتني بالمضمون بقدر العناية بما يتم وضعه على الورق كأداة زينة مدرسية تلحق
بالمنهج العام، فما زالت مواد دراسية مقررة تعتمد على النشاط كالتربية البدنية
والتربية الفنية تعتبر مواد مكمله والكل يجتازها بكل يسر. فإذا كان هذا الحال
بالنسبة لتلك المواد الدراسية فحال النشاط ربما يكون اكثر سوءاً، على الرغم من
كونه جزء لا يتجزاء من المنهج الذي يشمل ما يجري داخل الصف وخارجه، فالمدرسة
الجيدة هي التي لها تأثيرات إيجابية على شخصية التلميذ وسلوكياته.
سمات
النشاط المدرسي:
تتسم النشاطات المدرسية بالصفات أو الميزات
التالية:
1)
يقبل عليها التلميذ ( الطالب ) برغبته.
2)
يزاولها بدافع ذاتي ( بشوق وميل تلقائي
).
3) تحقق
العديد من الأهداف التربويه سواء كانت تلك الأهداف مرتبطة بالمواد الدراسية
المقررة أو إكتساب المهارات والخبرات والإتجاهات العلمية والعملية.
4)
تنفذ تلك النشاطات داخل أو خارج الفصل
وأثناء اليوم الدراسي أو بعده.
5)
تحقق النمو في العديد من خبرات التلميذ
وهواياته وقدراته المتعلقة بالاتجاهات التربوية والاجتماعية المرغوبة.
ولكي تتضح سمات النشاط المدرسي نعرض الجدول
التالي للمقارنة في بعض العناصر بين النشاطات المدرسية والمقررات الدراسية:
مقارنة بين
النشاطات المدرسية والمقررات الدراسية
م | النشاطات المــدرسـية | المـقررات الـدراسـية |
1 | اختيارية بناءاً على ميول ورغبات الطلاب | اجبارية / غير اختيارية لجميع الطلاب |
2 | ليس بها نجاح أو رسوب وليس لها درجات | بها نجاح ورسوب ولها درجات تحدد مدى تقدم الطالب |
3 | غير مقيدة بجدول زمني وتمارس خارج الجدول المدرسي | لها جدول وزمن محدد ملزم للطالب خلال الأسبوع |
4 | غير مقيدة بصفوف دراسية والاشتراك متاح لجميع الطلاب | محددة بصفوف دراسية يستمر بها الطالب دون تغيير حتى نهاية العام الدراسي |
5 | تحظى بقبول الطلاب واقبالهم على المشاركة فيها بدافعيه وشوق وحماس | لا تحظى بنفس الدرجة من القبول أو الاقبال لأنها مفروضة على الطلاب |
6 | تتسم بالأداء الحسي والحركي (الطالب يؤدي) | لا تتسم بالأداء (الطالب متلقي) |
7 | تتناول جميع جوانب النمو لدى الطلاب (بدني، انفعالي، مهاري ...الخ) | تقتصر على جانب النمو المعرفي |
تطور
المفاهيم والنظرة للنشاط المدرسي:
1. لم
تعد النشاطات المدرسية مظهر وناحية شكلية، فليس بالضرورة أن تمارس في وقت محدد
وداخل الصف الدراسي، بل الطالب يكون فعال وله دور رئيس حيث تتاح له الفرصه من خلال
تلك الأنشطة لإبراز واخراج ابداعاته وابتكاراته وقدراته.
2. مفهوم
النشاط أصبح يركز على أن التعلم هو الأساس في العملية التعليمية، ولذا كان من
المهم إبراز أهمية وفاعلية النشاط في المواقف التعليمية المختلفة تحت اشراف هيئة
المدرسة التدريسية، سواءاً كانت داخل الفصل أو خارجه وداخل أو خارج المدرسة.
3. مسؤلية
ودور المعلم أثناء النشاط يتمثل في استثارة دافعية المتعلم ( التلميذ ) وتوجيهه
وارشاده في جميع الأنشطة المدرسية.
4. تفاعل
المتعلم مع النشاط يساهم في اكسابه العديد من الخبرات الجديدة النابعة من دوافعه
وحاجاته الشخصية ( الدوافع، الميول، الابتكار ) والمتلائمه مع الفروق الفردية بين
التلاميذ.
5.
يتنوع النشاط المدرسي ليتناسب مع مستوى
نمو التلاميذ في المراحل التعليمية المختلفة.
6. يتناول
النشاط ويعزز جميع جوانب النمو لدى المتعلم سواء الجوانب البدنية أو المهارية أو
الوجدانية أو الانفعالية أو العقلية ....الخ.
أهمية
النشاط المدرسي:
تنبثق أهمية النشاط المدرسي من قيمته
التربوية والتي تتضح من خلال ما يحققه من أهداف العملية التربوية. فهذه الأنشطة
لها تأثيرها المباشر على العديد من سمات الشخصية لدى الطلاب وذلك نظراً لاستجابة
تلك الأنشطة للعديد من ميولهم ورغباتهم وحاجاتهم وتأثيرها على اتجاهاتهم. كما ان أهمية تلك النشاطات تبدو واضحة من
خلال الإطلاع على نتائج العديد من الدراسات العلمية التي أجريت على جوانب متعددة
من النشاطات المدرسية، والتي أشارت نتائجها إلى المساهمات والآثار الإيجابية
للنشاطات على العملية التعليمية والتربوية بشكل عام وعلى سلوكيات التلاميذ بشكل
خاص، ومن تلك النماذج نذكر ما يلي:
·
للأنشطة المدرسية أثر ايجابي على احترام
الذات والرضا عن الحياة والعمل:
أشارت
نتائج الدراسة التي قام بها قولن ( Gullen,2000 ) الى أن الطلاب الذين يشاركون في الأنشطة المدرسية يزداد عندهم
احترامهم لذواتهم وثقتهم بأنفسهم. كما أن دراسة إلدن ورفاقه ( Elden, etal.1980 )، التي أجريت على 351 طالباً وطالبة في المرحلة الثانوية، توصلت
إلى أن الإشتراك في النشاطات المدرسية يعزز الاتجاه الإيجابي نحو قيمة العمل.
·
للأنشطة المدرسية أثر ايجابي على التحصيل
الدراسي:
أشارت
نتائج الدراسات التي اجراها كل من بوركمان ورفاقه ( Bureckman,
etal. 1997 ) وبراوس وودز ( Brighouse
and Woods, 2000 ) أشارت النتائج
الى تميز الطلاب المشاركين في الأنشطة المدرسية بالقدرة على تحقيق النجاح والإنجاز
الأكاديمي، بالإضافة الى إيجابيتهم مع زملائهم وأساتذتهم، وتمتعهم بروح القيادة
والتفاعل الاجتماعي السوي والمثابرة والجدية، كما أنهم يميلون الى الإبداع
والمشاركة الفعَّالة ولديهم الاستعداد لخوض تجارب جديدة بثقة.
وفي
دراسات إدوارد ( Edward, 1994
)، و سيلكر وكويرك (Silliker and Quirk, 1997) أشارت النتائج الى أن التلاميذ الذين يقضون أوقات فراغهم في
أنشطة حرة موجهه كانوا، مقارنة بالآخرين، متفوقين دراسياً وهم من الأوائل في
مدارسهم.
·
للأنشطة المدرسية أثر على المشاركة في
الأعمال التطوعية لدى الجمعيات الأهلية:
أشارت
نتائج دراسة أندروز ( Andrews, 2001
) الى أن المشاركة في الأنشطة المدرسية ساعدت الطلاب وبشكل فعَّال على المشاركة في
الجمعيات الأهلية والتعاون معهم في مجالات عديدة. كذلك اشارت نتائج دراسة هانكس
ورفاقه ( Hanks, etal 1978 )، والتي كانت عبارة عن دراسة طولية تتبعية لعدد 1887 من طلبة
الثانوية العامة والذين وصلوا الى سن الثلاثين (30) في عام 1970، الى أن المشاركة
في الأنشطة اللاصفية في المرحلة الثانوية لها تأثير مباشر على المشاركة في
الجمعيات الاهلية في الكبر بالإضافة الى التأثيرات الأخرى غير المباشرة كالتحصيل
الدراسي.
·
للأنشطة المدرسية أثر ايجابي على تحقيق
العديد من الفوائد التي اثبتتها الدراسات والبحوث العلمية في العالمين العربي
والغربي، ومن الأمثلة على تلك الفوائد إعادة تكيف التلاميذ المتسربين الذين تركوا
الدراسة، وكذلك المساعدة في علاج بعض جوانب القصور المتعلقة بأفراد الفئات الخاصة
( المعاقين ) من خلال الأنشطة التدريبية الموجهه، بالإضافة إلى أثر تلك الأنشطة في
تعديل الكثير من الجوانب السلوكية لدى التلاميذ. ولكن يجب ملاحظة أن تحقيق تلك
الفوائد يعتمد وبشكل كبير على نوعية الأنشطة المدرسية التي يتم تقديمها وعلى جودة
التخطيط لها وتنفيذها.
·
الأنشطة المدرسية تحقق الأهداف التربوية
داخل المدرسة ( كالشعور بالإنتماء للجماعة، اظهار روح التنافس المنظم والشريف بين
الجماعات، والإهتمام بتحقيق نتائج ايجابية، وتحقيق الإستقرار النفسي، و ....الخ )
والأهداف التربوية خارج المدرسة ( كالتطبيق الفعلي للمعلومات والخبرات المستفادة
من النشاط، والإستفادة من ايجابيات المشاركة في النشاطات المدرسية حسب نوعيتها
مثل: تطبيق روح المواطنه الصالحة وخدمة المجتمع والقدرة على الخطابة والمواجهة من
خلال النشاطات المسرحية والمعسكرات والرحلات ....الخ ).
·
للأنشطة المدرسية دور رئيس في حل مشكلات
التلاميذ النفسية والاجتماعية والتربوية: فمن خلال النشاط من الممكن تشخيص المشاكل
التي يعاني منها التلاميذ وبناءاً على ذلك يتم تحديد وسائل العلاج والتي من الممكن
أن تشمل بعض برامج النشاط المدرسي الموجه. فمثلاً هناك بعض التلاميذ ممن يعانون من
الخجل والانطواء والعزلة ...الخ، بينما هناك تلاميذ يعانون من طاقة زائدة تؤدي الى
كثرة الحركة، وغير ذلك الكثير من المشكلات. ولكن لكل حالة يجب اختيار النشاط
المدرسي الملائم الذي يساعد كل تلميذ على التخلص مما يعانيه ويلبي حاجاته النفسية
والاجتماعية والتربوية.
·
للأنشطة المدرسية دور رئيس في اكتشاف
مواهب وقدرات التلاميذ المتميزة وتنميتها: فالنشاط المدرسي يوفر المناخ المناسب
لإكتشاف المواهب والقدرات وتنميتها من خلال اتاحة الفرصة للبروز والابداع ومن ثم
الرعاية وتهيئة البيئة المناسبة لهؤلاء التلاميذ من خلال النشاط المدرسي الذي يلبي
احتياجاتهم وينمي قدراتهم ومواهبهم.
وأهمية النشاطات المدرسية تكمن في أنها تعتبر
وسيلة لتحقيق العديد من الفوائد، وذلك حسب نوع النشاط الممارس، حيث أن تلك الأنشطة
تؤدي إلى:
1)
توجيه ومساعدة الطلاب على إكتشاف قدراتهم
ومواهبهم وميولهم والعمل على تنميتها وصقلها.
2)
تعميق قيم ديننا الاسلامي الحنيف
وترجمتها سلوكياً.
3)
تنمية وتعزيز القيم الاجتماعية الهادفة
كالتعاون والتسامح وخدمة الآخرين والمنافسة الشريفه.
4)
بناء الشخصية المتكاملة مع تعزيز القيم
الاسلامية وتطبيقها والتحلي بآدابها.
5) المساعدة
على حسن استخدام أوقات الفراغ بما يعود على الممارسين بالفائدة، والقدرة على
التفريق بين أنواع النشاطات واختيار ما يعزز ويخصب حياتهم.
6)
تحقيق النمو البدني والعقلي من خلال
توسيع الخبرات في مجالات متعددة.
7)
إتاحة الفرص للموهوبين وتشجيعهم على
التفوق والابتكار.
إشباع حاجات التلاميذ النفسية
والاجتماعية.
9) مساعدة
التلاميذ على التخلص من بعض المشاكل النفسية والاجتماعية كالقلق والتوتر والانطواء
والضغوط النفسية والخجل والإكتئاب ... الخ.
10) الإسهام
في تنمية العديد من الصفات الشخصية والعادات السلوكية الحميدة كالثقة بالنفس، والإتزان
الإنفعالي، والتعاون، والتحدي، والمثابرة، والمنافسة الشريفة، وتحمل المسئولية،
وإنكار الذات.....إلخ.
11) تنمية
قدرة الطلاب على التفاعل مع المجتمع وتحقيق التكيف الاجتماعي.
12) تنمية
سمات القيادة والتبعية لدى الطلاب.
13) تهيئة
مواقف وإتاحة فرص تربوية للطلاب ليتفاعلون فيها ومعها لاكتساب خبرات مفيدة تتلائم
مع متطلبات النمو لكل مرحلة عمرية.
14) اتاحة
الفرص للقائمين على النشاط للتعرف على العديد من جوانب شخصيات التلاميذ.
15) امكانية
استخدام النشاط كوسيلة لتنفيذ المنهج المدرسي وكمصدر من مصادر الوسائل التعليمية.
16) تقدير
قيمة العمل اليدوي والاستمتاع به واحترام العمل والعاملين من خلال الممارسة الحسية
والحركية.
17) تثبيت
المادة العلمية من خلال التطبيقات واستخدام الحواس لإستيعابها.
18) الارتباط
بتاريخ الأمة الاسلامية والاقتداء بسيرة السلف الصالح.
19) تعزيز القدرة على إستيعاب وفهم المواد العلمية
من خلال التطبيق الميداني.
ومن الممكن أن نجمل أهمية النشاطات
المدرسية، إذا ما أحسن اختيارها وتنفيذها، في كونها تلبي رغبات المشاركين وتشبع
حاجاتهم الأساسية، كما هو موضح بالشكل التالي:
رغبات
ابن خلدون حاجات ماسـلو
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
رغبات مرتبطة بالترويح حاجات
واوقات
الفراغ تحقيق
الذات
الابتكار/استخدام القدرات
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرغبة في
التفوق
حاجات تقدير الذات
المكانة /الثقة بالنفس
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
الرغبة في الصحبة الحاجات
الاجتماعية
الانتماء
/ القبول الاجتماعي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
الرغبة في
الامان الحاجات الأمنية
الاستقرار /
الأمان
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
الشهوات
البدنية الحاجات الفسيولوجية
الأكل / النوم / المأوى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
شكل رقم ( 3 ) : مقارنة بين
الحاجات الإنسانية لماسلو
والرغبات البشرية لعبد الرحمن بن
خلدون