تم جمع الأسئلة 22 + 23 في شرح واحد لتشابه السؤالين في الرد عليه .
22- سؤال :هل معاوية أو يزيد يعتبرون من الصحابة الذين اجتهدوا واخطئوا حين قتلوا ابن عم وسبط رسول الله ؟
. 23- السؤال :هل حقا كانا معاوية ويزيد شاربي الخمر ولا يقيمان حدود الله وانتشر الفساد الأخلاقي في فترة حكمهما ؟
التاريخ يثبن بالوقائع أنهما لم يشربا الخمرة ؟
الجوابمع الشرح:أما كيفية مقتلعليّ بن أبي طالبـ رضي الله عنه ـ فقدتضافرت كتب التاريخ والأخبار بذكرها، وباختصار نقول ذكر الإمامابن الجوزيفي: صفة الصفوة مقتله فقال: عنزيد بن وهب قال: قدم عليّ على قوم من أهل البصرة، من الخوارج، فيهم رجل يقال له: الجعد بن بعجة، فقال له: اتق الله يا عليّ، فإنك ميت. فقال له عليّ عليه السلام: بلمقتول ضربةً على هذا تخضب هذه يعني لحيته من رأسه، عهد معهود، وقضاء مقضي، وقد خابمن افترى. وعاتبه في لباسه فقال: ما لكم وللباس؟
هو أبعد من الكبر وأجدر أن يقتديبي المسلم. وعن أبي الطفيل قال: دعا عليّ الناس إلى البيعة، فجاء عبد الرحمن بنملجم المرادي فرده مرتين، ثم أتاه فقال: ما يحبس أشقاها؟
اشدد حيازيمك للموت فإنالموت آتيك، ولا تجزع من القتل إذا حل بواديك. وعن أبي مجلز قال: جاء رجل من مرادإلى علي وهو يصلي في المسجد، فقال: احترس فإن ناساً من مراد يريدون قتلك، فقال: إنمع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدر عليه، فإذا جاء القدر خليّا بينه وبينه، وإنالأجل جُنَّة حصينة. قال العلماء بالسير: ضربه عبد الرحمن بن ملجم بالكوفة يومالجمعة لثلاث عشرة بقيت من رمضان، وقيل ليلة إحدى وعشرين منه سنة أربعين، فبقيالجمعة والسبت، ومات ليلة الأحد، وغسله ابناه، وعبد الله بن جعفر، وصلى عليه الحسن،ودفن في السحر. انتهى. وقالابن العمادفي شذراتالذهب: قيل: والسبب في قتل علي رضي الله عنه أن ابن ملجم خطبامرأة من الخوارج على قتل عليّ، ومعاوية، وعمرو بن العاص، فانتدب لذلك ابن ملجم،والحجاج بن عبد الله الضمري، ودادويه العنبري، فكان من أمر ابن ملجم ما كان. وضربالحجاج معاوية في الصلاة بدمشق فجرح أليته، قيل إنه قطع منه عرق النسل فلم يُحبلمعاوية بعدها، وأما صاحب عمرو فقدم مصر لذلك فوجد عمرا قد أصابه وجع في تلك الغداةالمعينة، واستخلف على الصلاة خارجة بن حذافة، الذي كان يعدل ألف فارس فقتله يظنهعمراً، ثم قُبض، فأدخل على عمرو فقال له: ( أردْت عمراً وأراد الله خارجة) فصارتمثلاً.. إلخ. والله أعلم
.
أما عن مقتلالحسين:فنقول وبالله التوفيق: استشهدالحسين بن عليرضيالله عنهما ـ بكربلاء ـ عن ست وخمسين سنة، ومن أسباب ذلك كما يقولابن العمادفي شذرات الذهب: أنه كان قدأبى من البيعة ليزيد حين بايع له أبوه رابع أربعة عبد الله بن عمر، وعبد الله بنالزبير، وعبد الرحمن بن أبي بكر. فلما مات معاوية جاءت كتب أهل العراق إلى الحسينيسألونه القدوم عليهم، فسار بجميع أهله، حتى بلغ كربلاء موضعاً بقرب الكوفة، فعرضله عبد الله بن زياد، فقتلوه، وقتلوا معه ولديه: علياً الأكبر، وعبد الله، وإخوتهجعفراً، ومحمداً، وعتيقاً، والعباس الأكبر، وابن أخيه قاسم بن الحسن، وأولاد عمهمحمداً وعوناً ابنا عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، ومسلم بن عقيل بن أبي طالب،وابنيه عبد الله، وعبد الرحمن، ومختصر ذلك أن يزيد لما بُويع له بعد موت أبيه، وكانأبوه بايع له الناس، فأرسل يزيد إلى عامله بالمدينة: الوليد بن عتبة يأخذ لهالبيعة، فأرسل إلى الحسين، وعبد الله بن الزبير، فأتياه ليلاً، وقالا له: مثلنا لايبايع سراً، بل على رؤوس الأشهاد، ثم رجعا، وخرجا من ليلتهما في بقية من رجب، فقدمالحسين مكة وأقام بها، وخرج منها يوم التروية إلى الكوفة، فبعث عبد الله بن زيادلحربه: عمر بن سعد بن أبي وقاص، وقيل أرسل : عبيد الله بن الحارث التميمي أن جعجعالحسين أي : احبسه "الجعجاع :المكان الضيق"، ثم أمر معمر بن سعيد في أربعة آلاف، ثمصار عبيد الله بن زياد يزيد في العسكر إلى أن بلغوا اثنين وعشرين ألفاً، وأميرهمعمر بن سعد بن أبي وقاص. واتفقوا على قتله يوم عاشوراء، قيل يوم الجمعة، وقيلالسبت، وقيل الأحد، بموضع يقال له: الطف، وقتل معه اثنان وثمانون رجلاً فيهم الحارثبن يزيد التميمي، لأنه تاب آخراً حين رأى منعهم له من الماء، وتضييقهم عليه، قيل: ووجد بالحسين ـ رضي الله عنه ـ ثلاث وثلاثون طعنة، وأربع وثلاثون ضربة، وقتل معه منالفاطميين سبعة عشر رجلاً، وقال الحسن البصري: أصيب مع الحسين ستة عشر رجلاً من أهلبيته ما على وجه الأرض يومئذ لهم شبيه، وجاء بعض الفجرة برأسه إلى ابن زياد، وهويقول: أوقر ركابي فضة وذهباً***إني قتلت الملك المحجبا
قتلت خير الناسأماً وأباًفغضب لذلك وقال: إذا علمت أنه كذلك فلِمَ قتلته؟ والله لألحقنك بهوضرب عنقه، وقيل إن يزيد هو الذي قتل القاتل، ولما تم قتله حمل رأسه وحرم بيته وزينالعابدين معهم إلى دمشق كالسبايا. قاتل الله فاعل ذلك وأخزاه، ومن أمر به أو رضيه.. إلخ انتهى. والله أعلم.
وبعد :ومن علامات الساعة التي أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: مقتل سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، لكن بعد توليه إمراة المؤمنين، وقد تحقق ذلك، فلم يقتل، ولم يمت حتى ولي إمرة المؤمنين، ثم قتل، على حسب الوصف الذي أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أن تخضب لحيته من جبهته رضي الله تعالى عنه. فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير [ زاد في رواية : وسعد بن أبي وقاص] . فتحركت الصخرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اهدأ، فما عليك إلا نبيٌ، أو صِديقٌ، أو شهيدٌ)رواه مسلم . وأما بخصوص إخباره رضي الله تعالى عنه بمقتله، وصفة قتله : فعن أبي الأسود الدؤلي رحمه الله تعالى، عن علي رضي الله تعالى عنه قال : قال لي عبد الله بن سلام ـ وقد وضعت رجلي في الغرز، وأنا أريد العراق ـ
22- سؤال :هل معاوية أو يزيد يعتبرون من الصحابة الذين اجتهدوا واخطئوا حين قتلوا ابن عم وسبط رسول الله ؟
. 23- السؤال :هل حقا كانا معاوية ويزيد شاربي الخمر ولا يقيمان حدود الله وانتشر الفساد الأخلاقي في فترة حكمهما ؟
التاريخ يثبن بالوقائع أنهما لم يشربا الخمرة ؟
الجوابمع الشرح:أما كيفية مقتلعليّ بن أبي طالبـ رضي الله عنه ـ فقدتضافرت كتب التاريخ والأخبار بذكرها، وباختصار نقول ذكر الإمامابن الجوزيفي: صفة الصفوة مقتله فقال: عنزيد بن وهب قال: قدم عليّ على قوم من أهل البصرة، من الخوارج، فيهم رجل يقال له: الجعد بن بعجة، فقال له: اتق الله يا عليّ، فإنك ميت. فقال له عليّ عليه السلام: بلمقتول ضربةً على هذا تخضب هذه يعني لحيته من رأسه، عهد معهود، وقضاء مقضي، وقد خابمن افترى. وعاتبه في لباسه فقال: ما لكم وللباس؟
هو أبعد من الكبر وأجدر أن يقتديبي المسلم. وعن أبي الطفيل قال: دعا عليّ الناس إلى البيعة، فجاء عبد الرحمن بنملجم المرادي فرده مرتين، ثم أتاه فقال: ما يحبس أشقاها؟
اشدد حيازيمك للموت فإنالموت آتيك، ولا تجزع من القتل إذا حل بواديك. وعن أبي مجلز قال: جاء رجل من مرادإلى علي وهو يصلي في المسجد، فقال: احترس فإن ناساً من مراد يريدون قتلك، فقال: إنمع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدر عليه، فإذا جاء القدر خليّا بينه وبينه، وإنالأجل جُنَّة حصينة. قال العلماء بالسير: ضربه عبد الرحمن بن ملجم بالكوفة يومالجمعة لثلاث عشرة بقيت من رمضان، وقيل ليلة إحدى وعشرين منه سنة أربعين، فبقيالجمعة والسبت، ومات ليلة الأحد، وغسله ابناه، وعبد الله بن جعفر، وصلى عليه الحسن،ودفن في السحر. انتهى. وقالابن العمادفي شذراتالذهب: قيل: والسبب في قتل علي رضي الله عنه أن ابن ملجم خطبامرأة من الخوارج على قتل عليّ، ومعاوية، وعمرو بن العاص، فانتدب لذلك ابن ملجم،والحجاج بن عبد الله الضمري، ودادويه العنبري، فكان من أمر ابن ملجم ما كان. وضربالحجاج معاوية في الصلاة بدمشق فجرح أليته، قيل إنه قطع منه عرق النسل فلم يُحبلمعاوية بعدها، وأما صاحب عمرو فقدم مصر لذلك فوجد عمرا قد أصابه وجع في تلك الغداةالمعينة، واستخلف على الصلاة خارجة بن حذافة، الذي كان يعدل ألف فارس فقتله يظنهعمراً، ثم قُبض، فأدخل على عمرو فقال له: ( أردْت عمراً وأراد الله خارجة) فصارتمثلاً.. إلخ. والله أعلم
.
أما عن مقتلالحسين:فنقول وبالله التوفيق: استشهدالحسين بن عليرضيالله عنهما ـ بكربلاء ـ عن ست وخمسين سنة، ومن أسباب ذلك كما يقولابن العمادفي شذرات الذهب: أنه كان قدأبى من البيعة ليزيد حين بايع له أبوه رابع أربعة عبد الله بن عمر، وعبد الله بنالزبير، وعبد الرحمن بن أبي بكر. فلما مات معاوية جاءت كتب أهل العراق إلى الحسينيسألونه القدوم عليهم، فسار بجميع أهله، حتى بلغ كربلاء موضعاً بقرب الكوفة، فعرضله عبد الله بن زياد، فقتلوه، وقتلوا معه ولديه: علياً الأكبر، وعبد الله، وإخوتهجعفراً، ومحمداً، وعتيقاً، والعباس الأكبر، وابن أخيه قاسم بن الحسن، وأولاد عمهمحمداً وعوناً ابنا عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، ومسلم بن عقيل بن أبي طالب،وابنيه عبد الله، وعبد الرحمن، ومختصر ذلك أن يزيد لما بُويع له بعد موت أبيه، وكانأبوه بايع له الناس، فأرسل يزيد إلى عامله بالمدينة: الوليد بن عتبة يأخذ لهالبيعة، فأرسل إلى الحسين، وعبد الله بن الزبير، فأتياه ليلاً، وقالا له: مثلنا لايبايع سراً، بل على رؤوس الأشهاد، ثم رجعا، وخرجا من ليلتهما في بقية من رجب، فقدمالحسين مكة وأقام بها، وخرج منها يوم التروية إلى الكوفة، فبعث عبد الله بن زيادلحربه: عمر بن سعد بن أبي وقاص، وقيل أرسل : عبيد الله بن الحارث التميمي أن جعجعالحسين أي : احبسه "الجعجاع :المكان الضيق"، ثم أمر معمر بن سعيد في أربعة آلاف، ثمصار عبيد الله بن زياد يزيد في العسكر إلى أن بلغوا اثنين وعشرين ألفاً، وأميرهمعمر بن سعد بن أبي وقاص. واتفقوا على قتله يوم عاشوراء، قيل يوم الجمعة، وقيلالسبت، وقيل الأحد، بموضع يقال له: الطف، وقتل معه اثنان وثمانون رجلاً فيهم الحارثبن يزيد التميمي، لأنه تاب آخراً حين رأى منعهم له من الماء، وتضييقهم عليه، قيل: ووجد بالحسين ـ رضي الله عنه ـ ثلاث وثلاثون طعنة، وأربع وثلاثون ضربة، وقتل معه منالفاطميين سبعة عشر رجلاً، وقال الحسن البصري: أصيب مع الحسين ستة عشر رجلاً من أهلبيته ما على وجه الأرض يومئذ لهم شبيه، وجاء بعض الفجرة برأسه إلى ابن زياد، وهويقول: أوقر ركابي فضة وذهباً***إني قتلت الملك المحجبا
قتلت خير الناسأماً وأباًفغضب لذلك وقال: إذا علمت أنه كذلك فلِمَ قتلته؟ والله لألحقنك بهوضرب عنقه، وقيل إن يزيد هو الذي قتل القاتل، ولما تم قتله حمل رأسه وحرم بيته وزينالعابدين معهم إلى دمشق كالسبايا. قاتل الله فاعل ذلك وأخزاه، ومن أمر به أو رضيه.. إلخ انتهى. والله أعلم.
وبعد :ومن علامات الساعة التي أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: مقتل سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، لكن بعد توليه إمراة المؤمنين، وقد تحقق ذلك، فلم يقتل، ولم يمت حتى ولي إمرة المؤمنين، ثم قتل، على حسب الوصف الذي أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أن تخضب لحيته من جبهته رضي الله تعالى عنه. فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير [ زاد في رواية : وسعد بن أبي وقاص] . فتحركت الصخرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اهدأ، فما عليك إلا نبيٌ، أو صِديقٌ، أو شهيدٌ)رواه مسلم . وأما بخصوص إخباره رضي الله تعالى عنه بمقتله، وصفة قتله : فعن أبي الأسود الدؤلي رحمه الله تعالى، عن علي رضي الله تعالى عنه قال : قال لي عبد الله بن سلام ـ وقد وضعت رجلي في الغرز، وأنا أريد العراق ـ