بحث عن
ابو بكر الصديق
أبي بكر الصديق بسم الله الرحمن الرحيم
ارضي
الله عنه فإنه أول الخلفاء الذين أمرنا رسول الله بالاقتداء بهم
والاهتداء بهدي
لما توفي النبي صلى الله عليه و
سلم ارتجت العرب واختلف المسلمون ولا سيما الأنصار والمهاجرون في الخلافة فتدارك الأمر
أبو بكر بحكمته وسرعة بديهته وتمت له البيعة بالإجماع . وقد برهن رضي الله عنه أنه
أكفأ رجل وأنه رجل الساعة وقتئذ لأن العرب عندما سمعوا بوفاة رسول الله ارتد كثير
منهم واستفحل أمر المرتدين في جزيرة العرب وظهر المتنبئون وجمعوا جيوشهم وثاروا على
المسلمين . فمنهم من خرج عن الإسلام ومنهم من منع الزكاة ووضع الصلاة وأباح
المحرمات وطرد كثيرا من الولاة ولولا شدة تمسك أبي بكر بسنة رسول الله وقوة عزيمته
وشجاعته لتغلب المرتدون وقضوا على الإسلام قضاء مبرما . ولقد هال أمر المرتدين في بادئ
الأمر كبراء الصحابة ولكن أبا بكر ثبت ولم يتزعزع وظهرت كفايته في إرسال الجيوش
واختيار القواد والولاة إلى جميع أنحاء جزيرة العرب فكبح جماح المرتدين وهزمهم شر
هزيمة واستتب الأمن في البلاد في أقل من سنة . ولم يقتصر على ذلك بل بعث الجيوش إلى
العراق والشام فانهزمت الفرس والروم ومن والاهما من العرب . وقد تم ذلك كله في مدة
خلافته وهي سنتان وأشهر ولا شك أن هذه مدة قصيرة بالنسبة إلى ما تم في خلالها من
جلائل الأعمال وقد مهد بذلك طريق الفتوحات الإسلامية لمن جاء بعد من الخلفاء واتضحت
بذلك حكمة رسول الله في اختيار أبي بكر بعده .
وقد كان رضي الله عنه مع ذلك
لطيفا وديعا متواضعا زاهدا في الدنيا متقشفا عادلا غير طامع في ملك أو غنى بل كان
كل همه نشر الإسلام وتوطيد أركانه واتباع سنة رسول الله . وقد كان مؤلفا لقلوب
المسلمين . وعلى العموم كان خير قدوة لهم في دينهم ودنياهم . وقد اختار لهم خير من يصلح
للخلافة بعده وهو عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كان وزيره وقاضيه وملازما له
طول مدة خلافته وذلك حفظا لكيان الإسلام
ترجمة حياة أبو بكر الصديق رضي
الله عنه
- هو عبد الله بن
عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب
بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي . يلتقي مع رسول الله في مرة بن كعب . أبو بكر
الصديق بن أبي قحافة . واسم أبي قحافة عثمان . وأمه أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر
بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة وهي ابنة عم أبي قحافة
أسلم أبو بكر ثم أسلمت أمه بعده
وصحب رسول الله صلى الله عليه و سلم . قال العلماء : لا يعرف أربعة متناسلون بعضهم من
بعض صحبوا رسول الله إلا آل أبي بكر الصديق وهم : عبد الله بن الزبير أمه أسماء بنت
أبي بكر بن أبي قحافة . فهؤلاء
الأربعة صحابة متناسلون . وأيضا أبو عتيق بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي
قحافة رضي الله عنهم
ولقب عتيقا لعتقه من النار وقيل
لحسن وجهه . وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( أبو
بكر عتيق من النار ) فمن يومئذ سمي ( عتيقا ) . وقيل سمي عتيقا لأنه لم يكن في نسبه
شيء يعاب به . وأجمعت الأمة على تسميته صديقا . قال علي بن أبي طالب رضي الله
عنه : ( إن الله تعالى هو الذي سمى أبا بكر على لسان رسول الله صلى الله عليه و
سلم صديقا ) وسبب تسميته أنه بادر إلى تصديق رسول الله صلى الله عليه و سلم ولازم
الصدق فلم تقع منه هنات ولا كذبة في حال من الأحوال . وعن عائشة أنها قالت :
( لما أسري بالنبي صلى الله
عليه و سلم إلى المسجد الأقصى
أصبح يحدث الناس بذلك فارتد ناس ممن كان آمن وصدق به وفتنوا به . فقال أبو بكر : إني لأصدقه في ما
هو أبعد من ذلك أصدقه بخبر السماء غدوة وروحة فلذلك سمي أبا بكر الصديق )
وقال أبو محجن الثقفي :
وسميت صديقا
وكل مهاجر ... سواك يسمى باسمه
غير منكر
سبقت إلى الإسلام والله شاهد
... وكنت جليسا
في العريش المشهر ولد أبو بكر سنة 573 م بعد الفيل بثلاث سنين تقريبا وكان
رضي الله عنه صديقا لرسول الله
قبل البعث وهو أصغر منه سنا بثلاث سنوات وكان يكثر غشيانه في منزله ومحادثته . وقيل كنى بأبي
بكر لابتكاره الخصال الحميدة . فلما أسلم آزر النبي صلى الله عليه و سلم في نصر دين
الله تعالى بنفسه وماله . وكان له لما أسلم 40 . 000 درهم أنفقها في سبيل الله مع
ما كسب من التجارة
قال تعالى { وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى وما
لأحد عنده من نعمة تجزى } . الليل 17 - 19
وقد أجمع المفسرون على أن
المراد به أبو بكر . وقد رد الفخر الرازي على من قال إنها نزلت في حق علي رضي الله عنه
كان أبو بكر رضي الله عنه من
رؤساء قريش في الجاهلية محببا فيهم مؤلفا لهم وكان إليه الأشناق
( 1 ) في الجاهلية . كان
إذا عمل شيئا صدقته قريش وأمضوا
حمالته وحمالة من قام معه وإن احتملتها غيره خذلوه ولم يصدقوه . فلما جاء الإسلام سبق إليه
وأسلم من الصحابة بدعائه خمسة من العشرة المبشرين بالجنة وهم : عثمان بن عفان والزبير
بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله وأسلم أبواه
وولداه وولد ولده من الصحابة فجاء بالخمسة الذين أسلموا بدعائه إلى رسول الله فأسلموا
وصلوا
ابو بكر الصديق
أبي بكر الصديق بسم الله الرحمن الرحيم
ارضي
الله عنه فإنه أول الخلفاء الذين أمرنا رسول الله بالاقتداء بهم
والاهتداء بهدي
لما توفي النبي صلى الله عليه و
سلم ارتجت العرب واختلف المسلمون ولا سيما الأنصار والمهاجرون في الخلافة فتدارك الأمر
أبو بكر بحكمته وسرعة بديهته وتمت له البيعة بالإجماع . وقد برهن رضي الله عنه أنه
أكفأ رجل وأنه رجل الساعة وقتئذ لأن العرب عندما سمعوا بوفاة رسول الله ارتد كثير
منهم واستفحل أمر المرتدين في جزيرة العرب وظهر المتنبئون وجمعوا جيوشهم وثاروا على
المسلمين . فمنهم من خرج عن الإسلام ومنهم من منع الزكاة ووضع الصلاة وأباح
المحرمات وطرد كثيرا من الولاة ولولا شدة تمسك أبي بكر بسنة رسول الله وقوة عزيمته
وشجاعته لتغلب المرتدون وقضوا على الإسلام قضاء مبرما . ولقد هال أمر المرتدين في بادئ
الأمر كبراء الصحابة ولكن أبا بكر ثبت ولم يتزعزع وظهرت كفايته في إرسال الجيوش
واختيار القواد والولاة إلى جميع أنحاء جزيرة العرب فكبح جماح المرتدين وهزمهم شر
هزيمة واستتب الأمن في البلاد في أقل من سنة . ولم يقتصر على ذلك بل بعث الجيوش إلى
العراق والشام فانهزمت الفرس والروم ومن والاهما من العرب . وقد تم ذلك كله في مدة
خلافته وهي سنتان وأشهر ولا شك أن هذه مدة قصيرة بالنسبة إلى ما تم في خلالها من
جلائل الأعمال وقد مهد بذلك طريق الفتوحات الإسلامية لمن جاء بعد من الخلفاء واتضحت
بذلك حكمة رسول الله في اختيار أبي بكر بعده .
وقد كان رضي الله عنه مع ذلك
لطيفا وديعا متواضعا زاهدا في الدنيا متقشفا عادلا غير طامع في ملك أو غنى بل كان
كل همه نشر الإسلام وتوطيد أركانه واتباع سنة رسول الله . وقد كان مؤلفا لقلوب
المسلمين . وعلى العموم كان خير قدوة لهم في دينهم ودنياهم . وقد اختار لهم خير من يصلح
للخلافة بعده وهو عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كان وزيره وقاضيه وملازما له
طول مدة خلافته وذلك حفظا لكيان الإسلام
ترجمة حياة أبو بكر الصديق رضي
الله عنه
- هو عبد الله بن
عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب
بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي . يلتقي مع رسول الله في مرة بن كعب . أبو بكر
الصديق بن أبي قحافة . واسم أبي قحافة عثمان . وأمه أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر
بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة وهي ابنة عم أبي قحافة
أسلم أبو بكر ثم أسلمت أمه بعده
وصحب رسول الله صلى الله عليه و سلم . قال العلماء : لا يعرف أربعة متناسلون بعضهم من
بعض صحبوا رسول الله إلا آل أبي بكر الصديق وهم : عبد الله بن الزبير أمه أسماء بنت
أبي بكر بن أبي قحافة . فهؤلاء
الأربعة صحابة متناسلون . وأيضا أبو عتيق بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي
قحافة رضي الله عنهم
ولقب عتيقا لعتقه من النار وقيل
لحسن وجهه . وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( أبو
بكر عتيق من النار ) فمن يومئذ سمي ( عتيقا ) . وقيل سمي عتيقا لأنه لم يكن في نسبه
شيء يعاب به . وأجمعت الأمة على تسميته صديقا . قال علي بن أبي طالب رضي الله
عنه : ( إن الله تعالى هو الذي سمى أبا بكر على لسان رسول الله صلى الله عليه و
سلم صديقا ) وسبب تسميته أنه بادر إلى تصديق رسول الله صلى الله عليه و سلم ولازم
الصدق فلم تقع منه هنات ولا كذبة في حال من الأحوال . وعن عائشة أنها قالت :
( لما أسري بالنبي صلى الله
عليه و سلم إلى المسجد الأقصى
أصبح يحدث الناس بذلك فارتد ناس ممن كان آمن وصدق به وفتنوا به . فقال أبو بكر : إني لأصدقه في ما
هو أبعد من ذلك أصدقه بخبر السماء غدوة وروحة فلذلك سمي أبا بكر الصديق )
وقال أبو محجن الثقفي :
وسميت صديقا
وكل مهاجر ... سواك يسمى باسمه
غير منكر
سبقت إلى الإسلام والله شاهد
... وكنت جليسا
في العريش المشهر ولد أبو بكر سنة 573 م بعد الفيل بثلاث سنين تقريبا وكان
رضي الله عنه صديقا لرسول الله
قبل البعث وهو أصغر منه سنا بثلاث سنوات وكان يكثر غشيانه في منزله ومحادثته . وقيل كنى بأبي
بكر لابتكاره الخصال الحميدة . فلما أسلم آزر النبي صلى الله عليه و سلم في نصر دين
الله تعالى بنفسه وماله . وكان له لما أسلم 40 . 000 درهم أنفقها في سبيل الله مع
ما كسب من التجارة
قال تعالى { وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى وما
لأحد عنده من نعمة تجزى } . الليل 17 - 19
وقد أجمع المفسرون على أن
المراد به أبو بكر . وقد رد الفخر الرازي على من قال إنها نزلت في حق علي رضي الله عنه
كان أبو بكر رضي الله عنه من
رؤساء قريش في الجاهلية محببا فيهم مؤلفا لهم وكان إليه الأشناق
( 1 ) في الجاهلية . كان
إذا عمل شيئا صدقته قريش وأمضوا
حمالته وحمالة من قام معه وإن احتملتها غيره خذلوه ولم يصدقوه . فلما جاء الإسلام سبق إليه
وأسلم من الصحابة بدعائه خمسة من العشرة المبشرين بالجنة وهم : عثمان بن عفان والزبير
بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله وأسلم أبواه
وولداه وولد ولده من الصحابة فجاء بالخمسة الذين أسلموا بدعائه إلى رسول الله فأسلموا
وصلوا