وهل
هو نِدّ لهم حتى يتكلّم فيهم ؟!
ومن لا
يعرف لأهل العلم حقّهم وقدرهم ، فهو فظّ غليظ جافي ، وقد قال عليه الصلاة
والسلام :
ليس
من أمتي من لم يُجِلّ كبيرنا ، ويرحم صغيرنا ، ويَعرف لِعَالِمِنا حقه .
رواه الإمام أحمد .
العلماء هم ورثة
الأنبياء ..
العلماء
هم صمّام الأمان لهذه الأمة ..
ولذلك
إذا أراد الله قبض العِلمْ قبض ذلك الصَّمّام ، فاتّخذ الناس رؤسا
جُهّالاً ، فأفتوا بغير عِلْم فضَلّوا وأضلّوا ، كما اخبر بذلك النبي صلى
الله عليه وسلم ، والحديث مُخرّج في الصحيحين .
والعلماء هم حَمَلة الكتاب والسنة ، وقد أمَر الله بالرجوع إليهم .
وقد
أمر الله أهل الإيمان بالرّد إليه وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، فقال
جلّ جلاله : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا
أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ
فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ
إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ
وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)
وأولو
الأمر هنا هم العلماء .
قال الإمام القرطبي في
تفسيره :
فأمَرَ
تَعَالى بِـرَدّ المتنازَع فيه إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه
وسلم ، وليس لغيرالعلماء
معرفة كيفية الرَّدّ إلى الكتاب والسنة ، ويدل هذا على صحة كون سؤالالعلماء واجبا ، وامتثال فتواهم لازِماً.
قال سهل بن عبد الله رحمه
الله :
لايزال الناس بخير ما عظموا
السلطان والعلماء ، فإذا عظموا هذين أصلح الله دنياهم وأخراهم ، وإذا استخفوا بهذين أفسد دنياهم
وأخراهم .
وفي
تفسير قوله تعالى:
( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ
أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى
أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا
فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ
لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلا) .
قال رحمه
الله:
(
لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ
) أي يستخرجونه ، أي لَعَلِمُواما ينبغي أن يُفْشَى منه ، وما ينبغي أن يُكْتَم . اهـ .
وأمر الله بِسؤال العلماء ، وأحال عليهم ، فقال سبحانه
وتعالى :
(فَاسْأَلُوا
أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) .
والعلماء
أعلم بِدِين الله وأعرف ، وقد استشهد الله بهم على أعظم مشهود ، وهو
توحيده سبحانه وتعالى ، وقَرَن شهادته بشهادتهم ، فقال تبارك وتعالى :
(شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ
وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ
هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) .
وأنا
أجزِم أنه لا يقع في العلماء إلاّ من كان في قلبه غِلّ ودَغَل على أمة محمد
صلى الله عليه وسلم ، ذلك لأن الناس إنما تصدر عن العلماء في أمور دِينهم ،
فإذا وقع في العلماء فإنما يُريد ثلب العلماء والتنقّص من شأنهم وقَدرهم ،
لإسقاطهم من أعين الناس ..
ولا يقع
في العلماء إلاّ جاهل لمكانتهم في الإسلام .
وجاهل
بِقَدْرِه هو !
لأن قوله الباطل وحجّته
الداحضة الهزيلة : " كل يُؤخذ من قوله ويُردّ "
إنما هو في الأقوال ، وليس في الأشخاص ، فالطعن في العلماء الصادقين ، ليس
ردًّا لأقوالهم ، وإنما هو طعن في أشخاصهم ، وفَرْق كبير وبَوْن شاسع بين
الأمْرَين !
ولأنه لا يعرف لأهل الفضل
فضلهم إلاّ أهل الفضل .
أخيرا :
يُقال
لهذا الوالغ في أعراض العلماء :
أقِلُّوا
عليهم لا أبًا لأبيكُم من اللّوم *** أو سُدُّوا المكان الذي سَدُّوا
والله تعالى أعلم .
هو نِدّ لهم حتى يتكلّم فيهم ؟!
ومن لا
يعرف لأهل العلم حقّهم وقدرهم ، فهو فظّ غليظ جافي ، وقد قال عليه الصلاة
والسلام :
ليس
من أمتي من لم يُجِلّ كبيرنا ، ويرحم صغيرنا ، ويَعرف لِعَالِمِنا حقه .
رواه الإمام أحمد .
العلماء هم ورثة
الأنبياء ..
العلماء
هم صمّام الأمان لهذه الأمة ..
ولذلك
إذا أراد الله قبض العِلمْ قبض ذلك الصَّمّام ، فاتّخذ الناس رؤسا
جُهّالاً ، فأفتوا بغير عِلْم فضَلّوا وأضلّوا ، كما اخبر بذلك النبي صلى
الله عليه وسلم ، والحديث مُخرّج في الصحيحين .
والعلماء هم حَمَلة الكتاب والسنة ، وقد أمَر الله بالرجوع إليهم .
وقد
أمر الله أهل الإيمان بالرّد إليه وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، فقال
جلّ جلاله : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا
أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ
فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ
إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ
وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)
وأولو
الأمر هنا هم العلماء .
قال الإمام القرطبي في
تفسيره :
فأمَرَ
تَعَالى بِـرَدّ المتنازَع فيه إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه
وسلم ، وليس لغيرالعلماء
معرفة كيفية الرَّدّ إلى الكتاب والسنة ، ويدل هذا على صحة كون سؤالالعلماء واجبا ، وامتثال فتواهم لازِماً.
قال سهل بن عبد الله رحمه
الله :
لايزال الناس بخير ما عظموا
السلطان والعلماء ، فإذا عظموا هذين أصلح الله دنياهم وأخراهم ، وإذا استخفوا بهذين أفسد دنياهم
وأخراهم .
وفي
تفسير قوله تعالى:
( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ
أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى
أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا
فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ
لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلا) .
قال رحمه
الله:
(
لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ
) أي يستخرجونه ، أي لَعَلِمُواما ينبغي أن يُفْشَى منه ، وما ينبغي أن يُكْتَم . اهـ .
وأمر الله بِسؤال العلماء ، وأحال عليهم ، فقال سبحانه
وتعالى :
(فَاسْأَلُوا
أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) .
والعلماء
أعلم بِدِين الله وأعرف ، وقد استشهد الله بهم على أعظم مشهود ، وهو
توحيده سبحانه وتعالى ، وقَرَن شهادته بشهادتهم ، فقال تبارك وتعالى :
(شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ
وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ
هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) .
وأنا
أجزِم أنه لا يقع في العلماء إلاّ من كان في قلبه غِلّ ودَغَل على أمة محمد
صلى الله عليه وسلم ، ذلك لأن الناس إنما تصدر عن العلماء في أمور دِينهم ،
فإذا وقع في العلماء فإنما يُريد ثلب العلماء والتنقّص من شأنهم وقَدرهم ،
لإسقاطهم من أعين الناس ..
ولا يقع
في العلماء إلاّ جاهل لمكانتهم في الإسلام .
وجاهل
بِقَدْرِه هو !
لأن قوله الباطل وحجّته
الداحضة الهزيلة : " كل يُؤخذ من قوله ويُردّ "
إنما هو في الأقوال ، وليس في الأشخاص ، فالطعن في العلماء الصادقين ، ليس
ردًّا لأقوالهم ، وإنما هو طعن في أشخاصهم ، وفَرْق كبير وبَوْن شاسع بين
الأمْرَين !
ولأنه لا يعرف لأهل الفضل
فضلهم إلاّ أهل الفضل .
أخيرا :
يُقال
لهذا الوالغ في أعراض العلماء :
أقِلُّوا
عليهم لا أبًا لأبيكُم من اللّوم *** أو سُدُّوا المكان الذي سَدُّوا
والله تعالى أعلم .