من طرف ???? الخميس نوفمبر 18, 2010 6:10 pm
كان اجساد الموتى والحرص عليها عند المصرييين القدماء مما شغل دنياهم وملأ اسماع الناس من وراء ايامهم ..وكانت سلامة الهيكل العظمى ضمانا لعودة الروح
اليه فنزعوا الى تخليصه من جميع المواد الرخوة من
جلد وغشاء ........ ومبعث ذلك ان الموت فى
عقيدتهم لم يكن فناء وانما هو رحلةشاقة يعبر فيها الانسان برزخا حسدا بغير روح لتعود اليه اذا كان
سليما ليستأنف حياة _ اذا لم تكن كحياته الدنيا _فهى اقرب اليها..
ولما تقدمت معارف القوم فى الطب والكيمياء تفننوا فى حفظ الجسدبالتحنيط
اولا... .ان يستفرغ الدماغ من مادة المخ وذلك عن طريق الانف ثم يقضى على الباقى ببعض العقاقير.
.
ثانيا ...يشق البطن ليخليه من كل ما فيه من المواد الرخوة وتعزل الاحشاء
القلب والطحال والكبد والامعاء ,فتودع انية خاصة , ثم يطهر الجوف بشئ من عطر ونبيذ ليحشى بعد ذلك بالمسحوق المر وغيره, ثم يرأب الشق بالخياطة فيصبح الجسد جلدا على عظم ..
.
ثالثا.... ثم يوضع فى محلول النطرون سبعين يوما للتخلص مما فيه من رطب ورخو .....ثم تجئ عملية
التكفين فتلف الاصابع ثم اليدان فالقدمان ثم يلف
الجسم كله برقاق من نسيج الكتان الذى يبلغ مئات الامتار احيانا ...
رابعا...ثم يمسح على الكفن بشئ من صمغ
فيصير مومية ثم يجهز لها قالب من الخشب الملون اذا كان الميت من اهل اليسار ذلك
لأن التحنيط كان صناعة يساوم اهلها ويتاجرون فيها كغيرهم من أهل الصناعات وكان المحنطون مزيجا مختلطا من الناس ,,فيهم الكاهن الطبيب والصانع الماهر و العامل البسيط
_________________
وظاهر ان عقيدة المصريين _ بل املهم فى الخلود _
قد اقتضاهم الحرص على تلك الصناعة التى كانت متاثرة باسطورتهم الخالدة
("(اسطورة اوزيريس)) فالدعاء للميت بعد اتمام العملية او فى اثناء اجرائها فيه اثر واضح
من الندب على اوزيريس فى اسطورته المشار اليها حين يقال (( انك سوف تحيا وسوف ترد الى الصبا الى أبد الأبديين ))......
